Thursday, March 20, 2008

كيس شيبسى

التوقيت : الفترة التى تسبق امتحانات السنة الخامسة من تلك الكلية اللعينة (الله لا يعيدها أيام).0

يوم آخر ينتهى .... يوم من نوعية (والحسابة بتحسب) ، تلك الأيام التى تنقضى الواحدة تلو الأخرى لتفاجأ بنفسك - وأنت لم تعرف ماهية السنة أو مضمونها - فى مواجهة الإمتحانات.0
إعتدنا ان نجتمع أنا و أصدقائى فى بيتنا لمؤازرة بعضنا البعض و الشد من عضد بعضنا لكى لا نسقط فى براثن التنميل فى الفص الأمامى للقشرة المخية ؛ و هو وباء ينتشر فترة الامتحانات ، تبدأ أعراضه بهيستيريا شم صوابع القدمين لتنتهى بفتحة فى أعلى الجمجمة من أجل التهوية و عمل أعلى دماغ على حد قول الضحايا (قليلون هم من كان لهم شرف الوصول الى تلك المرحلة).0
أنهينا المذاكرة أنا و اثنين من أصدقائى ...و كالعادة هوس حسابات التلت اصفار (نتيجة آخر السنة) نحسب مجموع درجاتنا المتوقع ان يتبقى بعد طرح ماسيتم بعترته منها فى الشفوى و العملى و النظرى و أعمال السنة ... نمعن النظر كثيرا فى الناتج ... ثم فى النهاية نحسم امرنا باختيار الأعمال الحرة ... ففكرة اعادة السنة أو تجربة الحظ فى كلية أخرى لم تكن تستهوينا على الإطلاق.0
ذهب احدهما و بقيت أنا و صديقى الآخر ... ذهبنا و اشترينا كيسي شيبسى من الحجم العائلى و جلسنا قبالة الجامع المواجه لمنزلى - حيث توجد (فسحة) كبيره - نستمتع بأكلهم و لك ان تتخيل ان الشيبسى كان يعتبر قمة الرفاهية بالنسبة الينا فى مثل هذا التوقيت.0
جلسنا نحاول استجماع شتات النفس و استرداد آدميتها بأن نتذكر أن لكل منا مشاعر و أحاسيس و طموحات و أحلام ، الكثير الذى كنا نرجوه فى تلك المرحلة من الحياة و الذى لم يتحقق منه سوى القليل ... حوار كنا نخوض فيه دائما حتى ننفس كبتنا لكى لا ننفجر.0
كنت فى غمرة انفعالاتى أتحدث حين هب صديقى من جانبى فجأة وتوجه فى هدوء الى الجامع .... لم أفهم فى البداية سبب حركته المفاجأة تلك .... فلم أكن أظن اننى ممل الى هذا الحد او اننى كنت ثرثار الى الدرجه التى تجعله يتحصن بالمسجد منى ... تابعته ... وصل الى الجامع، نزل على قدميه الى شئ متشح بالسواد لم يكن واضحا الى ان تحرك ... طفل صغير فى الحادية أو الثانية عشر من عمره مختفى فى بطانية سوداء .... تحدث معه قليلا .... ثم قام .... ناداه الطفل مرة أخرى .... فتوجه اليه تبادل معه كلمات ثم أعطاه كيس الشيبسى.0
عاد بجانبى و عيناه تنظر للفراغ ثم هم ان يكمل ما كنا نقوله ... قاطعته :
0
مين ... فين ... ازاى ... ليه.؟؟
مفيش لمحته هناك و الجو تلج قلت تلاقيه يا عين أمه جعان .... خدت و اديت معاه سالته اسمه و عايش منين ، و بعدين قلتله ياخد الشيبسى لأنى فعلا مش عايزه و مش هقدر أكمله ... مرضيش و لقيته كشر و قاللى انه مش عايزه و ان انا ليه قلتله كده و انى ضايقته أوى ....0
حقه
مكنش قصدى والله ... المهم اعتذرتله و خدت بعضى و كنت ماشى وانا قفايا يقمر عيش ، كان هاين عليا أولع فى نفسى بجاز ... نادانى "يعنى انت مش عايزه" ... قلتله لأ والله ... قاللى " طب هاته ... بس من فضلك متعملش كده تانى" ..... كنت هكره نفسى موووت لو مكنش خده.0
لم يطول حديثنا بعدها ، و انتهى اليوم عند ذلك الحد ... لا أذكر أنه قد فتح الموضوع مرة أخرى ، بل لا أعتقد أنه يتذكره الآن .0
كنت أتعجب من موقف الرسول (صلى الله عليه مسلم) حين بشر بأنه سبعون ألفا من أمته يدخلون الجنة بلا حساب فقام له أحد الصحابه وسأله ان يدع له أن يكون منهم ... فقال له : انت منهم ... فقام آخر و قال له ادع لى أنا أيضا يا رسول الله ... فقال : سبقك بها اخيك (نص الحديث لا أذكره و هذا فيما معناه)
كان يحيرنى لماذالم يدع له الرسول فى حين أنه دعا للصحابى الآخر ؟؟
فإن كان الجواب بأن يقفل هذا الباب كيلا يسأله آخر .... فلماذا دعا للصحابى الأول - بمجرد طلبه - من الأساس!؟؟؟
جائتنى الإجابة فى تلك الليلة حين قست بينى و بين صديقى ... كلانا كان فى نفس المكان ، كلانا تشغله نفس الهموم ، كلانا يرتدى المدعوقه النظارات .... ولكن فى حين ان منظورى لم يستوعب وجود ذلك الطفل و لم أره أساسا كان هو قد رآه و فكر و تحرك .0
لا أعلم لماذا اتحدث عن هذا الموقف بعد تلك الفترة الطويلة ... و لكنه ألح على كثيرا فى هذه الأيام الموحشة ، و ذكرنى بحديث
الحبيب (صلى الله عليه و سلم) (الخير فى و فى أمتى الى يوم القيامة).
0
و السلام ختام

Saturday, March 15, 2008

رسم بالرمال



وانا اللى كان منتهى أملى انى أرسم دايرة جواها نقطتين تمثل العينين و نقطة للمناخير و خط للبق ... و هييييييييه رسمت وش

اكتشفت انى معاق معاق يعنى