Wednesday, December 13, 2006

ملاك حارس

كنا نرتاد تلك الحافله دائما أنا و انت...بوجوهنا المبتله بالمطر و ملابسنا الثقيله وضحكتنا الصافيه وايدينا المتشابكه0
*
كان يوجد دائما مقعدين فارغين0
-
النظر عبر دمعات السماء التى تزين الزجاج كا دائما يستهوينا..الشارع اللامع ..اضواء المحال التجاريه تنكسر على الزجاج وتغلف وجوهنا ونظره من عينيك تحمل وعدا مقدسا...تختلط انفاسنا على زجاج النافذه..تتكون رقعه بخار ماء تنتظر لمسات اناملنا0
-ترسم انت نصف القلب اليمين وارسم انا النص التانى
-
تتلاقى الايدى فى نفس اللحظه
يكتمل القلب
تبدأ القصه
أنظر الى الساعه ..انحت فى خلايا عقلى وقلبى الوقت والتاريخ..اعادها على عدم النسيان0
*
كان هناك دائما عجوز ينظر من خلف الجريده و يبتسم0
ــــــــــــــــــــــ
-حاسه بالحريه؟؟
-
تقفزين حولى وتفردين ذراعيك ملأ السماء..تغمضين عينيك ...يلفحك هواء العلم الاحمر الذى الوح به فوق البرج الخشبى0
-ناديهم..اكيد وحشوكى
-
تطلقين صافرتك..هل تعلمين كم اخذت من الوقت لتتعلميها؟..لكنك تتقنيها افضل منى الان0
السرب يدور فوقنا
-انزلوا..يلا تعالوا
-
حاولت كثيرا اقناعك انهم لايعلمون لغتنا..كان وجهك يلومنى دائما (انهم يعرفون..لاننا نحبهم..هم يشعرون بذلك) كنت دائما على حق ..كانوا يشعرون بك...هبطوا0
أعلم عشقك للحمام..واعلم كم الغيظ الذى يتملكك عندما اسألك عن الفرق بينه وبين اليمام..كنت لا تعلمين..وكنت دائما ارفض ان اقول لك0
*
كان هناك دائما طفل فى سطح المنزل المجاور يضحك عندما يرى الجميله تجرى وراءى عندما اسألها عن الفرق بين الحمام واليمام0
ـــــــــــــــــــــــــ
-
كل صباح اصحو على صوت البيانو..نفس المقطوعه التى احبها ..فى نفس الوقت..كانت تلك عادتها..كانت تحب ذلك...سألتها
-تعرفى بقالك كام سنه بتعملى كده؟
-
ابتسمت ووضعت سبابتها امام شفتاى و اكملت العزف..ازداد عزوبه..كانت تنظر لى وانا اتابع اناملها وهى تعزف على ذكرياتنا سويا0
لم اذكر مره توقفت فيها عن تلك العاده الرائعه0
كنت اتقاها فى احضانى بعد انتهاء العزف..كانت تلك هى مكافأتها..تبكى ..امسح دموعها..ارفع وجهها وانظر اليه مبتسما..تبتسم ودموعها تملأ عينيها الجميلتين
كانت هى ملاكى الحارس0
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عادتها الاثيره0
-
تضع القهوه على المنضده..تتسحب بخطى خفيفه..اشعر بيديها الناعمه امام عينى وانا جالس مواجها للشرفه انظر للسماء0
-نجمتى هناك ولا لأ؟
-
عندما تكون السماء صافيه..تظهر تلك النجمه ..كان بريقها مختلفا..اذكر تلك المره التى اخذتنى فيها من يدى لرؤيتها..طلبت منى ان اتذكرها بها..الحياه لن تستمر هكذا طويلا ..كانت تلك هى قناعتنا..كانت تعلم اننى لا احتاج نجمتها لكى اتذكرها0
ــــــــــــــــــ
فى نفس الحافله جلست...انظر الى تلك النافذه المشبعه ببخار الماء..نظرت الى ساعتى تابعت وصول عقرب الثوانى الى الوقت المحدد فى نفس التاريخ..رسمت بأناملى نصف القلب الايمن...تذكرت ملاكى الحارس ..صوت البيانو..وجهها المبتسم..ملمس يديها على عينى..نجمتها المفضله...عشقها للحمام..عشقى لها وعشقها لى...تلك الجميله التى كانت تغتاظ وتجرى وراءى عندما اسألها عن الفرق بين الحمام واليمام والتى لم تعلم ابدا اننى لا اعرف الفرق بينهما حتى الان0

17 ليف يور كومنت هير بليز:

Rivendell** said...

مش عارفة اقول ايه ...
ممكن اوصف ... صمت مطبق .. دمعة خفيفة .... وذهول من جمال تركيبة فيلم شوفته بعيني وانا بقرا

zordeak said...
This comment has been removed by the author.
zordeak said...

ايه ده ؟

هو فيه كده ؟


مش ممكن يا بنى .., كم الجمال ده محصلش


انى اشوف المنظر بالوضوح ده .., واتفاعل معاه بالروعة دى .., يبقى انت فنان

انى اسمع صوت البيانو .., واحس بايدها على عينى .. يبقى انت مبدع

انى ارسم نص القلب معاهم .., واصفر للحمام .., واحاول اعرف الفرق بين الحمامة واليمامة .., اللى انا لسه معرفوش ...يبقى انا قدام تحفة

هو فيه كده .., هو الجمال ده موجود

تصفيق حاد ورفع للقبعة وانحناء ...وبس

ميليجي said...

دائما
تكمن
لتلقي برماح الحلم في صحراء الواقع الجدباء لتحدس تغيريا ولو للحظة

smraa alnil said...

مش قادرة اقولك ان كل كلمة وصلتني بشكلها وملمسها
مش قادرة اقولك كم دمعه نزلت من عيني وانت بتوصف لحظاتكم وكاني معاكم وشايفاكم
اني الاقي نفسي عايشة في عالم غير اللي انا كنت فيه ومش فقت منه غير علي قلب الصفحة عشان اكتب كومنتك دة
مش قادرة اقولك عل كمية المشاعر الليحستها جوايا
بس مش عارفة
حسة ان كلامك دة سببلي حزن ايه سببه مش عارفة
سببلي حسرة بس دي انا بقي عارفة سببها
مش عارفة اقولك ايه غير انك فنان بجد
تحياتي لهذا الاحساسا الرائع

orthos said...

روعه يا صديقى

نفسى اقول اللى حاسسه بس خايف اظلمك بكلام ميوفيكش حقك

قالها قبلى old metkazy

انت باولو كويلهو المصريين

يسلم قلمك يا فنان

Anonymous said...

دائما أتجنب قراءة ما يدغدغ المشاعر ويثير الأشجان ولكنى أكملت قراءة قصتك الرقيقة الجميلة. ولامانى بأن أى علاقة لابد لها من نهاية باختيار طرفى العلاقة أو رغما عنهم كنت أقفز لنهاية كل فقرة أقرأها قبل أن أكمل قراءة الفقرة نفسها ليس شوقا لمعرفة النهاية ولكن (عفوا) لعدم صبرى على قراءة ما تركزت فيه المشاعر الرقيقة والأحاسيس بدرجة تم فيها استبعاد كل شيىء آخر.لقد أعجبت جدا بقدرتك على التعبير.

jeen said...

بعد تفكير عمييييييييق .. وتروى

من الشجن ما يدعو للدمع .. ومنه ما يدعو للإبتسام .. ومنه ما تبرق له العين بالدمع .. وترتجف الشفاه بابتسامه فى آن واحد

تعليقى

وجه هادىء .. عينان حزينتان فى شجن .. وابتسامة خريفية على ثغر صامت

Anonymous said...

كلمات قمه في الروعه

بين الأمل و اليأس said...

كلمة ملاك قد تكون قليله في وصفها بعد كل هذه الكلمات
لابنا يسعدك ويخليهالك
فعلا احسنت
واشعرتني بتفاهه وبصغر مقابل هذه الموهبه والاحساس
فعلا احساسك كان بيكتب مش عقلك
احييك وربنا يخليكم لبعض
بس بجد خيالك واسع جدا وحلمك اوسع
وربنا يسترها

jeen said...

مش بالضرورة ان الكلمات كلها احساس يبقى فى حكاية ورا الكلام

هى دى العبقرية

ان الانسان يوصف الشعور بمعايشة حالته مش معايشة الشعور نفسه

Adem Salhi said...

اختي العزيزة؛ المدونون التونسيون يخططون لاضراب عن التدوين احتجاجا على حجب بعض المدونات و ذلك يوم الاثنين المقبل؛ مارأيك لو انضممتم الينا؛ و يكون بذلك يوما عربيا لاحتجاج على الحجب الذي يطال بعض المدونات؛ اذا كنت مهتما بالامر و بامكانك المساعدة في نشر ذلك في المدونات المصرية اتصلي بي

old metkazy said...

ساحكي لك عن مراسم قرائتي لهذه القطعة الفنية التي احتار في توصيفها ،
فتحت البلوج ، انه متكاظي الجميل ، اعتدلت في مقعدي ، بعد السطر الثاني قررت ان ما سياتي هو شيء فريد حقا ، قمت اعددت كوب النسكافيه الاثير لدي عند التركيز ، القهوة التي تمتزج في عقلي بحروف كلمات ماركيز و كويللو و محمود درويش و الغيطانيو رجاء الصائغ بتاعة بنات الرياض ، اضع سماعة الاذن و صوت جوليا بطرس " ها الوردة دبلت بكير ، حلوة بعدها حلوة كتير " يكمل الصورة ، كلماتك تنساب ناعمة رقيقة حالمة هامسة ، تلتف رويدا حول القلب ، تعتصرة ، تدميه ، تترك هذا الشجن الذي لا تستطيع ان تحدد سببه ، تنتهي حروفك ، فجأة ، اكاد ابكي كالطفل الذي انتهت اللعبة و هو يشكو ان الدور بتاعي كان قصير قوي ، عايز العب تاني ، هل ممكن ان تكتب عمل لا تنتهي كلماته لتطول متعة القراءة الي الابد . تتركني محلقا في سماء انت رسمتها ، ضائعا تحت امطار شتاء انت رششتها ، تتركني مدندنا لحنا انت عزفته .

امسكت كل مفرداتي للجمال و رسمت بها هذا العمل ، هل يوجد في هذا العالم شيء كهذا ، انت حقا تتحدث عن ملائكة تعيش في جنة .

لا تتوقف ابدا عن الابداع

ابدا

orthos said...
This comment has been removed by the author.
big big girl...in a big big world said...

بجد جميل
soooo soft
تلمس اوتار القلب وترا وترا
اشكرككك

sha3noona said...

متكاظي
ايه ده؟؟؟؟؟؟؟
لا بجد ايه ده؟
بجد بجد بجد يعني ايه ده؟؟؟
انت ماتكتبش في بلوجات تاني لو سمحت من فضلك
البلوجات دي للغلابة اللي زينا

Anonymous said...

bgd i`m so touced
كلام رقيق و إحساس عالي ...من الآخر .. انت فنان بمعنى الكلمة
بس و النبي المرة الجاية ركبها تاكسي

Post a Comment