Sunday, December 03, 2006

"حتى لوني قمحي لون نيلك يا مصر"

كانت تسبقني بخطوات .... وعندما توقفت اسفل -عمود النور- وامتصت خلايا وجهها وطياته حبيبات الضؤ...كان عجيبا مارأيت
اكثر ما يجزبك اليها ... هي تلك العيون ..الناعسة..ليست كما يتغزل فيها الشعراء ...ولكنها حقا عيونا ناعسة ...قد اثقل جفونها الهم والزمن...وكحلتها اتربة الشوارع والازقة..
اكتست بشرتها سمرة ...وحدتها مع تراب الارض...مع سمرة الوطن...اليوم واليوم فقط...ادرك ما وراء تلك الكلمات التي عشقت ان اسمعها
"حتى لوني قمحي لون نيلك يا مصر"
طفلة بلون النيل
-ربما كان لون تلك البشرة ...ماهو الا وسيلتها للتكيف مع جرأت الشوارع باليل...فهي تتوحد مع الارض حتى تحتويها عندما تريد -
....مع انعكاسات النور ايضا تكشف عن تلك الملابس ... التي لا تضح فيها الالوان ...فما هي الا هم مثقل تتلفح او كما يقال تتستر بها...جميعها بلون التراب الذي ثبته العرق ..ليجعل منه صبغة يستحيل التخلص منها
سارت امامي في الطريق ...رايتها تتحرك في خفة الطفولة ...طفولة كساها التع..بين اكياس القمامة المعلقة على ابواب المنازل...وبأصابع ...لا تكاد تظهر من اكمام ردائها...وعلى صغر تلك الاصابع...الا انها كانت خبيرة...فيكفي ان تمسح بأصابعها على الكيس من الخارج لتدرك ما اذا كان محتواه ينفعها ام لا
وأشد ما يعبث بعقلك بعد ذلك .... انها تظل تأرجح الكيس في الهواء من حبله المتدلي به......وكانها هي الاخرى تتأرجح معه.....ولا تدري هل هي روح الطفولة التي تبحث لها عن منفذ....ام انها بلغت من حكمة الحياة ان تدرج مغذى تلك الارجوحة.....
تنعطف لتعيش مع كيس اخر....لتتركه يتأرجح .....وتنعطف الى شارع اخر
لاخرج انا من مكمني واتابع السير بين اراجيح الحياة...... وانظر نظرة مختلفة لـ...ضيقي...وطموحي...وما انا فيه....
انظر للارض خجلا
وأحمد الله

8 ليف يور كومنت هير بليز:

Anonymous said...

سلام عليكم
مليجي ازيك؟
قصه جميله
اسلوب بليغ
يكشف عن قلب رقيق وحساس
في انتظار ابداعات جديده

Anonymous said...

السلام عليكم
الواحد مش ناقص يكره الحياة أكتر من كده
علي ما أعتقد كلنا بنشوف ده بجد
بس حرام عليك
لو عندك حل أو أمل ماشي
بس كفاية ندك و يأس
أنت ممكن تكون القصة من خيالك (بس هي حقيقية)
أستخدم خيالك ده في نشر الأمل و اليأس و الحل
أنا أسف علي كلامي
بس بجد الواحد بيشوف كتير بس بيحس أنه عاجز و مش عاوز حد كمان يحسسه بعجزه أكتر من كده

old metkazy said...

رقيق و حساس و مبدع و متأمل و عميق و لا مؤاخذة (كئيب كعادتك) .

مليجي ، انا بجد خايف عليك من الدنيا الخؤونة المفترسة التي تدهس الانسان و لا تكلف نفسها ان تتوقف لحظة لتزيح جثته من قارعة الطريق

لا تحرمنا ابداعك

Rivendell** said...

انا مش فاهمه ليه كله اتعامل مع الموضوع على انه كئيب انا بالعكس شايفاه باعث على التأمل وانك تقول الحمد لله يعني بيقولنا فوقوا واصحوا وبطلوا كآبة مالهاش مثيل واننا اكيد اكيد كويسين ان شاء الله ....

الكلام دا لما يطلع من عمنا مليجي زعيم البؤساء في الأرض يبقى لازم نعمل فرح

Veeeva said...

انا عمالة افتكر بداية الأغنية بس مش جاية علي بالي خالص


عجبتني القصة..بس كانت هتبقي أحلي لو كانت أطول

مـحـمـد مـفـيـد said...

سرد جميل اوي للواقع

Anonymous said...

دعوة لرد الاعتبار للشعب المصري وشهدائه في الذكري الثلاثين لانتفاضة يناير 1977

big big girl...in a big big world said...

وصف رائع...تفصلنا اعيننا عن حياتنا للحظات فنرى و نعيش حياة الاخر و نعود من تجربتنا باجمل ما قلت....الحمد لله

Post a Comment