Thursday, November 30, 2006

دول هدوا السور يا معلم

شاب بيجري في الجامعة وعمال يصرخ ويقول البلدوزرات جت البلدوزرات جت ..ولا حد عارف يوقفه ولا حد عارف يوقفه ولا حد عارف بيقول أيه....والواد واخد في طريقه ولا بيعبر حد .ومن وسط شلة بنات تطلع بنت زي القمر تشاورله بس ومع أنك متأكد أنه بسرعته دي أستحالة يشوف المشاورة يكسفك ويفرمل فرملة عمرك ما هتشوف زيها ..المهم البنت بكل دلع تقوله " هو أنت بتقول أيه؟" طبعا حبت الدلع دول خللوا أخينا ينسي البلدوزرات والجامعة وكل حاجة ..و3 دقايق بالظبط وتلاقيهم رايحين علي الكافيتريا سوا ..المهم نرجع للبلدوزرات ــــ قبل مشوار الكافيتريا نفهم من الأخ السريع " ربنا يسهله "أن البلدوزرات واقفة علي باب الجامعة جنبا ألي جنب بجوار عربات الأمن المركزي الصديقة .
ودار التساؤل هو الأمن المركزي هيلمنا بيهم ولا أيه ؟؟؟
وفي لحظات يتجمع الشباب والشابات أمام سور الأسوار من الداخل ويسمع صوت الهتافات تندد بالأمن وبالحكومة وعم علي بتاع الشاي ــأكيد عندهم برضه في عم علي ـــعشان زود تمن كباية الشاي واللي أكيد ورا العملة دي الحكومة عشان تلعب في مزاج الطلبة وتعكنن عليهم ..ألي اخره من الهتافات المعتادة وطبعا لا تخلوا المظاهرة من قلمين تلاتة يترقعوا علي وش حد من الشباب ..ببساطة زي أي مظاهرة بتحترم نفسها .
بس في اختلاف بسيط .أن سعادة الباشا المبجل الملازم اول فلان الفلاني ..كان عمال يصرخ بكلام مش مفهوم ,المهم فين وفين وبعد ما الراجل كان علي وشك الأصابة بذبحة صدرية ولولا العساكر سندوه كنا خسرناه والله ..تردد كلام في المظاهرة أن المغفور له كان بيقول حاجة عن هد السور..وهديت المظاهرة .
ووقفوا العيال متنحين وابتدت البلدوزرات الحركة وهدوا السور وشالوا القضبان ..كل ده والعيال لا مؤاخذة يعني واقفة فاتحة بقها مش مصدقة ,ومع أنتهاء الهدم كان كل عيل من دول بيسح دموع وقعدوا يحضنوا في بعض ــوبرضه هتسمع نفس القلمين اللي كانوا في أول المظاهرة ــلا والجلالة خدت شوية منهم وبقوا يشيلوا الأنقاض مع العمال وواحد خد حتة طوبة تذكار..
وطبعا لايخلوا الموضوع من بعض المتشائمين ــجتهم داهية ملوا البلد ـــ يقولوا ــشوفوا التشاؤم يا جدع ـــأهم تلاقيهم هدوه عشان يبنوه أعلي ...ولكن يشاء الله انه يكسفهم وينزل سعادة الباشا الأستاذ المبجل والدكتور العظيم والأخ الفاضل رئيس الجامعة عشان يلقي خطبة عصماء ــمعرفش يعني ايه هما بيقولوها كده ــ
عن هدم السور وترك الحرية للطلبة وقالهم كده بالظبط " ابقوا وروني هتعملوا ايه "
طبعا الكل خدها انه أخ كبير نفسه يفرح بعمايلهم ..ما عدا نفس الأخوة أياهم " حد يهرب العيال دي بقي " خدوها أنها تحدي " شوف قلة العقل وسؤ الظن يا جدع "
ويروح الشباب بيوتهم وييجوا تاني يوم متخيلين أن اللي حصل حلم أو هيلاقوا سور جديد ..لكن سبحان الله لا في سور ولا حاجة لا والكارثة أن الأمن المركزي بيقل ....لا دي ظاطت بقي
ويقرر الشباب القيام بمظاهرة ويطلع واد من أياهم "أنا هسيبك تحسبن عليه أنت المرة دي بقي " ويقول ببراءة هنطلع بيها برة ؟؟؟؟
ويضحك الكل ويرد واحد ويقول ما احنا بقينا اساسا برة ....دول هدوا السور يامعلم
وتقوم المظاهرة ويعلي الصوت صوت ألاف المكبوتين صوت شعب تعب منه ومات كتير ..جاعوا ومرضوا واتعذبوا في أقسام وفي طابور عيش ..
حرااااااااام...صوت بيقول حرام ..صوت واحد مع انه طالع من كتير ..صوت طالع من القلب يمس القلب بتجري معاه دموع تمسحها ايادي تعبانة من شيل الهموم ..الكل بيهتف والصوت بيوصل كل مكان يخش ودن دكتور أو ودن طالب جبان ..المشاعر تتحرك ومع الهتافات في دعا صامت في كل القلوب قلوب اللي في المظاهرة او حتي في البيوت دعا بيقول يارب زيح الهموم يارب أنصر المظلوم يارب تعبنا كتير وما في غيرك سامع مجيب ...يااااااارب
وتوصل المظاهرة السور ..ايوة السور
السور القديم موجود كل واحد شايفه زي ما اتعود يشوفه زمان .لا والاكتر ان في ناس شايفاه اعلي من الللي كان ...
يمدوا ايديهم يلمسوه يحسوا بصلابة الحجر بتخنق ايديهم وبرودة القضبان بتسري في جسمهم ...
من بعيد يتحول المشهد لمشهد من فن البانتوماين الشهير أيادي بتتحرك في الهوا تلمس سور مش موجود محناش شايفينه لكن هم حاسين بيه ..
ويقرب عسكري من الظابط ويسأله هم مبيعدوش ليه يا بيه ؟؟؟
ويرد الظابط والدموع في عينيه " قبل ما نهد السور كنا بنينا جواهم أعلي سور "
وتنزل كلمة النهاية مع دمع عين ونزيف قلب مجروح ويطن صوت في الودان يقول " والنبي ابنوا السور "
معلش طولت عليكم ..يارب تعجبكم

8 ليف يور كومنت هير بليز:

zordeak said...

جامدة جدا
عجبتنى اوى اوى
فعلا السور بقى جوا كل واحد فينا
الفيلم القصير اللى انتى اخرجتيه وألفتيه وحكيتيهولنا ..أثر فيا اوى ..
وحسيته اوى ..
الفكرة فى حد ذاتها كانت شاغلة تفكيرى .., ان الاسوار موجودة جوانا بجد .., مش اسوار الحكومة بس .., لا ده فيه اسوار كتيير احنا بنيناها وواقفة قصاد احلامنا .., الناس مش شايفاها ..لكن احنا شايفينها وحاسنها وخانقانا
امتى بقى نعرف نهدها
شكرا عالبوست الجمييل

Rivendell** said...

روووعه يا ميشو ... روووعه


الحقيقه وضربتي عليها , احنا اتربينا واتربلنا الخفيف احنا واهالينا ودلوقتي يا تطنش يا تبق كلمتين وخلاص لكن الخوف جوا ثابت كل واحد خايف على حاجه الطالب الشاطر خايف على تعيينه والخايب خايف لا يتسحل والبنت خايفه على روحها وخايفه من ابوها وامها الفقير خايف يفعصوه والغني خايف يشحتوه كله كله خايف .. يخرب بيت كدا يعني

بس سيبك انت .. بجد بجد عظمة على عظمة يا ست

jeen said...

دول هدو السور يا معلم

دول بنوا السور يا معلم

دول موتونا يا معلم

يا سيدى يا سيدى .. المهم فى الموضوع كله طريقتك فى السرد يا معلم .. تمام يا ميشو .. ماتبقيش تغيبى تانى

old metkazy said...

لوحة سيريالية مجنونة بس عاقلة جدا، معقدة لكنها كمان قمة في البساطة.
فيلم روائي قصير انتاج ميشوفيلم .

العمل دة من اروع ما قرأت بجد .يسلم قلمك ، له كنتي مخبية دة كله من زمان.

اللهم امنحنا الشجاعة و الايمان كي نهدم كل سور و اي سور جوانال قبل برانا
امين

Anonymous said...

كتابة جميلة .. احييكى عليها

Anonymous said...

حلوة.
عجبنى الولد اللى وقف لما البنت نادت. هو ده كبت الثورجى الجنسى

big big girl...in a big big world said...

" ..صوت واحد مع انه طالع من كتير "

عجبتنى اوى دى
هدوا سور..بنوا اسوار..
بجد رائعه

.:.-=- ELGaZaLy-=-.:. said...

دول قتلو البلد كلها يا ميشو ...

انا بدرة عجبتنى

" ..صوت واحد مع انه طالع من كتير "...


شكرا على البوست الجميل اوى دة

Post a Comment