واذا الكون قد بدا يتغير .. وقد تفتحت السماء بشواهد الضياء .. عندها .. بدأ السفر
كانت ليلة شاقة .. حلمت انى اعدو واعدو فى طريق قفر .. تكاد خطواتى تتعثر كل حين بعثرة .. لكنى اعدو وكأننى اهرب من شىء ما .. وحينا كأننى احاول اللحاق بشىء ما .. استيقظت وانا بالكاد التقط انفاسى .. جلست اجمع شتات نفسى واستعيد هدوئى .. واستوعبت اخيرا مكانى وهو منزلنا .. وووقتى وهو اخر الليل .. حيث تودع النجوم مكانها وتستعد للرحيل .. انه ذلك الوقت .. فى ليل ما قبل اول ضوء لليوم الجديد .. حالة سكون ورهبة غريبة .. نهضت من فراشى اتحسس طريقى فى الظلام نحو الشرفة نصف المغلقة .. فالجو العام لمنتصف يوليو ملئ بالنسمات الحارة، والرطوبة المفاجئة مما يمنعنى ان اغلق منافذ الهواء فى غرفتى .. وقفت فى شرفتى اتأمل الطريق الخالى من عابريه .. وقد بلل ندى الليل الطريق الأسفلتى والمقاعد الحجرية على الرصيف .. اما الأفق الضبابى على مد البصر يحجب الأبنية الشاهقة .. وتصبح خلاله مصابيح النور العملاقة وكأنها اضواء بعيدة تكاد تخفت وتذوى .. انه ليل ليس كأى ليل .. ليل من نوع خاص .. ملىء بالأحداث رغم السكون البادى عليه .. هكذا فكرت وانا اتأمل الدنيا النائمة من حولى .. وتسائلت .. ترى ايها الليل ماذا تخبىء بين طياتك المجهولة؟ .. كيف هى حواديت اهلك؟ .. حزينة ام سعيدة؟ .. تسائلت عن اسرار ظلمته وخفوت اصواته ولياليه المديدة .. تسائلت ونقش عقلى من كل حرف فى اسئلتى قصة .. واقترحت نفسى وراء كل نافذة يلتقطها بصرى حكاية طويلة .. ودارت بى الدنيا .. واختل توازنى .. فجأة احسست وكأن بركان قد انفجر بدماغى مخلفا ورائه صداع مزمن لا شفاء منه .. جلست على المقعد الخشبى فى شرفتى ورأسى بين يدى اكاد اسحقه .. والقيت كل الأفكار من ذهنى ولا اعلم اين وقعت .. القيتها لعل الدق فى عقلى يصمت او ينقطع .. وبعد فترة انقطع الدق .. وتحسست رأسى وجدته فى مكانه .. فتحت عينى ونظرت فعرفت انى مازلت قادرة على الرؤية بوضوح ....... قد مرت الأزمة بسلام
انقطع الدق الصارخ فى رأسى الا دقة لا تزال تتردد فى خجل .. دقة تحمل فلول الألم، وبداياته فى آن واحد .. هى دقة تحمل فلول الألم الذهنى العاصف الذى ينتابنى من حين لآخر .. ونفس الدقة تحمل حنين لبداية كانت منذ عامين .. انتهت ولم تنته قصتها .. ها أنا اقص على نفسى من جديد نفس القصة .. ولكن للحق .. كلما قصصتها وجدت فيها اختلافا وخرجت منها بجديد .. لكنه اختلاف يشعل الحنين اكثر واكثر .. وينادى الشوق ليحضر .. ويأخذ من زفراتى الكثير
مازالت تلك الدقة تدق برأسى وتوجعه قليلا .. وتستحثه ان يتأثر .. ويتذكر .. خفوت صوته .. ملامحه .. طريقة تحريك يديه عندما يتكلم .. بوادر انزعاجه وغضبه .. حالات ارتياحه وهدوء نفسه .. يختلط الألم بذكرياتى فيضفى عليها مع الحنين شعورا غريبا من التعب و الحزن .. ويتسلل الى نفسى اشفاقا على نفسى .. تلك البريئة التى اجتذبها النور ثم احرقها .. تماما كما تحترق خلايا مخى الآن .. آآ يا رأسى .. صحيح اننى معتاده على نوبات الألم هذه .. ولكن هذه المرة هى الأعنف والأقوى
غريب انت .. فوق آلامى زذتنى الما .. الا فاشفق على .. علمتنى ان احتفظ بالأسرار وانا الشفافة الواضحة .. فاسررت بينى وبين نفسى بك .. وصرت هما .. يجتره قلبى كلما غدى او راح .. اختلطت على نفسى فى حين فما عدت اعرفها .. اهى نفسى نفسى ام نفسى التى ترضى انت .. وياليتنى افلحت ... آآآه يا رأسى .. آآه ايها الليل مما ينتابنى حين تأتى .. ويأتى .. فى نهارى لا أراه الا فى اسم اسمعه .. او حدث يسرد على مسامعى .. وفيك ايها الليل الطويل اكاد اجزم ان شيئا منه ها هنا معى .. قد لا يحاورنى لكنى انا احاوره .. انا اساله .. لماذا انت؟ .. ولماذا انا؟ .. وانا وانت على طرق سفر .. لن نلتقى ابدا .. واذا ما التقينا .. سنرحل من جديد مع اول نداء للرحيل .. لأننا الإثنان هكذا .. عابرى سبيل .. فى دنيا كثيرة السبل
اتعلم ايها الليل منذ ساعات قلائل .. ذهبت صاغرة لعمل رسما للمخ بأمر الطبيب .. لم اكن اعرف كيفيه عمل هذا الرسم .. وهل للمخ رسم من الأساس .. لكنى كنت اخشى ان يسطر الجهاز ما لا احب ان يعرفه احد .. وحمدت ربى بعد ان انتهيت منه .. فالجهاز لم يسطر الا خطوطا متعرجة تكون هذا الشىء الذى يسكن جمجمتى .. هذا الشىء الذى اعيانى .. هذا الشىء الذى يجعلنا نفكر .. يا ترى يا ليل .. لماذا نفكر؟؟ .. اليست اعمارنا محسوبة ؟؟ اليست اقدارنا مكتوبة ؟؟ وطرقنا مرسومة؟؟ .. يا رب فى رأسى عطب ما .. هل هذا هو السبب الذى يجعلنى افكر .. فلأمتنع عن التفكير فى اى شىء .. يوما ما .. سيتوقف هذا المصنع عن العمل .. لأن جهازه به خلل .. خلايا المخ تتآكل .. هذا افضل؟؟ .. ام اسوأ؟؟ .. وربك .. وربى .. ورب هذا الليل .. انا حقا لا أعلم
قالوا لم يبق فى العمر الكثير .. وانا اقول ليست الأيام و الساعات هى العمر .. فعمرى احسبه على شقين .. لحظات الألم فى رأسى من المرض .. وفى وجدانى من الأمل المستحيل .. فلينتهى العمر او يبتدىء .. فلا الأيام تطلب زيادة منى .. ولا الذى عشته بالشىء القليل .. آآآه ايها الليل .. هل بدأت تغيب؟؟ .. اين ذهب الطريق والبيوت المتلاصقة؟؟ .. اين ذهبت شرفتى؟؟ .. لماذا لم يعد يدق الألم؟؟ .. ولماذا اذكرك الآن بلا نبض موجع وكأنك طيف يدفعنى الى الابتسام؟؟ .. لماذا اشعر انى اخف من ريشات ذلك الهدهد الذى يعشش بجوار بيتى؟؟ .. لم يعد مكان ولا زمان احسبه ويحسب وجودى .. لم اعد اذكر من انا .. ولا اين ...... ابواب تفتح .. وخيالات تروح وتأتى .. وانا فرحة .. قد زال الألم .. لكنك انت لم تزل .. انت فى راسى تودعنى فى سلام
6 ليف يور كومنت هير بليز:
معبرة وحزينة يا أحمد
إحساسها حلو وجوانية
تحياتي
تصفيق حاد
أسعد الله أيامك
ولياليكي
ملحوظه للناس اللي بتنورنا بتعليقاتها
احنا اتناشر مدون ... مش واحد
دى اكيد كانت ليله صعبه على نفسك قوى بس الحمد الله إنها عدت والدق المؤلم زال مع نفحات النهار
وماالليل إلا دماء ملأها سواد الذكريات نزفت من قلوب أنت وحنت لما كان فتبصر أيدى الشمس تجذبها من موج الماضى
وتحيه لكى مملوءه بالمحبه
فانتازياااااااااااااااااااااااا
فانتازيااااااااااااااااااااااااا
جميل لوي و انا باحب الحزن الهفهاف دة بجد برافو و رغم انها حزينة لكن الحزن بتاعها حزن راقي يخليك تحس بانسانية و عذوبة
sooo nice
i loved it
اشكركم جميعا على الردود اللى ترفع من الروح المعنوية
وحقيقى يا مورو سمعت صوت تصفيقك .. وصلنى عبر الانترنت
Post a Comment