Monday, March 05, 2007

بوابة ضوء القمر




فلتأخذنى اليك بلا اشتراطات ولا مزاعم ولا أوهام

فلتأخذنى اليك حبيبى .. فبأيامى وأيامك طعم الحرمان

قد كنا وكانت قصتنا .. راحت .. وتداعى غيم الأحزان

العمر بحنين الروح يمر .. والشوق حبيس الجدران

فلتأخذنى فإنى اليك بعمرى .. وإن طال أنين الهجران

وإن ضلت سبل الصبر، وغابت بزوايا النسيان




عندما أتانى صوته .. لم أ كن أتخيل أن يقع من أذنى هذا الموقع .. كنت أتلمس الأحرف فى كلماته بكل نبض فى لأشعر أننى لازلت حية .. لأتأكد أنه هو الذى يتكلم .. وليس حلما أو طيفا هائما فى فراغ أفكارى .. آه .. ياللهدوء .. ياللأمل .. وكأن الدنيا قد تجردت من شتاءها وارتدت لدقائق ثوبا صيفيا .. تزهو شمسه، وتمرح أطياره، وتتناقل أنسامه أسرار الإبتسامات .. أسرار القلوب الحية، ورحيق الضحكات .. لو أعود لتلك اللحظة بالذات .. لصليت ضارعة أن يتوقف من أجلى الزمان ليمهلنى تلك اللحظة المفرحة .. فأقبل بضحكتى لحظات العناء فى قلبى فتشفى آلامه .. ألهذا دوما أتذكره .. ألأنه الحلم الوردى الذى كان .. ألأنه القطار المنتظر الذى ستحملنى عجلاته على شعاع فضى الى بوابة قصر القمر .. فتمحى الهموم .. وتزول الخطايا .. وتلمس الروح حدود الأمان .. أأذكره رغم كل هذا العمر لأنه يوما قد حمل كل آمال الخلود فى احساسه وإحساسى .. لأنه حمل بروحة معنى الأبدية


آه .. كم هو متعب هذا الفراش الذى أرقد عليه منذ شهور .. قد ملنى كما مللته .. كم كنت منذ زمن بعيد أشتاق لدفئه بعد يوم شاق من العمل والحركة والجهد .. صرت اليوم وشيخوختى وشعراتى البيض، ومعالم غرفتى أعز الأصحاب .. بعد الضجيج، وبعد الصخب .. بعد الإزدحام بالأعمال والبشر .. بعد الملل من التعب .. أصبح الملل من الوجع .. أصبح الملل من المرض، وأصبح الملل من الوحدة .. اللهم إلا عصفورين تحت سور شرفتى أئتنس بهما ، وأزهار فى حوض نافذتى تتفتح فى الصيف ، وتذبل فى الشتاء .. وكاسيت قديم، والى جواره أشرطة عديدة احبها .. وأكثر ما أحب أن تأخذنى الألحان .. وتحملنى الى تلك الليالى الصبية .. حيث كنت أقبع فى شرفتى أفكر فيه .. وأنظر للسماء المضيئة ..فيحملنى القطار الفضى لضوء القمر .. وتفتح بوابة القصر على مصراعيها .. ويكون موعدى الليلى


أجتهد لأذكر ماهية الأشياء التى كنت أعرفها من قبل .. صرت أنسى كثيرا .. لكن داء النسيان لم يقدر على فك شفرات تلك الصور ..نسيت الأمس .. ونسيت الأماكن والسماء وكل ما يمكن أن يكون من الذكريات ..قد صرت عجوزا حمقاء .. نسيت أين كنت وأين كان .. لكننى ما نسيت ذلك الزمان البعيد قط .. هذا الوجه .. وتلك النبرات .. وذلك الحنين .. حقا إنه حنين لأشياء لم أعد أذكرها .. لكن هذا الحنين وحده كفيل كى أتيقن أنها كانت أشياء غير كل الأشياء


أجتهد لأنهض من ذلك الفراش المؤلم .. ربما الليلة باردة قليلا .. لم يعد ذلك العظم تحت جلدى يتحمل تقلب المزاج الهوائى .. ترى أين عصاتى .. ها هى .. رغم أن بين فراشى والشرفة متر واحد .. الا أننى صرت أشعر أنى أسير لكيلومترات .. ها هى الشرفة .. أخيرا وصلت .. يا الله .. لم أر مثل هذه النجمات من قبل .. كثيرة وواضحة ومضيئة .. مشرقة كعينى عندما كنت أتطلع كل ليلة فى إنتظار موعد الرحيل مع الخيوط الفضية .. عندما كنت أستعيد كلماته التى لا أذكرها الآن .. قد مر وقت طويل .. إنتظرت وإنتظرت حتى ضاع منى الوقت، وإنتهت السنين .. وحرمت حتى الذكرى .. ولكن مازال القمر .. ها أنا أسمع صوت القطار .. إقترب الرحيل .. لم أعد أحتاج للعصا .. ولا لتلك النظارة الطبية الكئيبة .. أشعر أننى أحسن حالا الان .. بل وكأننى عدت صبية .. بشرتى صارت أنعم .. وتألق بعينى نفس البريق .. وصارت النسمات تعبث بخصلاتى فتطير إحداها هنا وإحداها هناك .. قد جاء القطار .. وإمتد الضوء .. وإبتسم القمر .. وصرت أسمع الكون يهمس فى مناجاة .. وإنفرجت شفتى عن إبتسامة اللقاء .. وصعدت .. فتحت بوابة القصر .. فنظرت خلفى من عل الى ذلك البيت المظلم .. الى تلك الشرفة .. الى وأنا عجوز بنظارتى السميكة أستند الى العصا .. لوحت .. نظرت ضاحكة الى .. وداعا

4 ليف يور كومنت هير بليز:

توهة said...

كثيرا ما كان يشغلنى كيف سنكون عندما يتكئ علينا الزمن حتى يجعنا ملاصقين للأرض ولا يفصلنا عن اعماقها غير حبات من التراب

واعتقد انك جئتى بالإجابه المؤلمه التى اخشاها



تحيااااتى

raspoutine said...

دعوة عامه لكل المدونين المصريين لحضور اللقاء الثالث الذى تحدد موعده من قبل المشرفين عليه والمؤسيسن له


وذلك يوم


الجمعه الموافق 9/3/2007


بدار الاوبرا المصريه


كوفى شوب الابداع


بجوار دار الابداع بداخل الاوبرا


والدخول للمكان من البوابه الخلفيه للاوبرا امام النادى الاهلى


والحضور بالملابس الشتوية


واوجه الدعوة خاصة الى الاخوات المدونات


لحضور اللقاء لان لحضورهم دور فعال فى نجاح تلك اللقاءات

وشكرا
انا واحد من ضمن ناس بتنظم للقاء الشهرى ده

Hannoda said...

كلام رائع وعاجزة عن الرد عليه

تحياتي

جبهة التهييس الشعبية said...

حلوة قوي

وانت حاطط صورة بنت جميلة

فيه واحد مع نفسه بيكره الاطفال ههههههههه

Post a Comment