ذات خريف

وانتبهنا بعدما زال الرحيق .. وأفقنا ليت انا لا نفيق
يقظة طاحت بأحلام الكرى .. وتولى الليل والليل صديق

بعدما تلاقينا تساءلت .. لماذا الحب دائما يأتى كالغريب .. يحل فجأة .. ويتخذ مسكنا ظل خاليا لسنوات طوال .. ويستقبله الكل بالنخوف والإرتياب والظن ان خلفه ابغض الأسرار .. فيظل يجاهد حتى يثبت انه ابسط من شمس النهار الواضحة .. واجمل من يوم خريفى معبأ برائحة فلول الأزهار الصيفية .. غريب يشد اليه الأنظار وتظل القلوب تتفكر به علها تعرف كنهه .. ويظل الناس فى تخوفهم حتى يرحل .. وعندما يرحل .. ترتجف القلوب من جديد .. وكمن فيها ذلك الشعور بالذهول .. قد كان هنا غريب .. لم يقبل يوما ان يخدع أحدا أو يكره أحدا .. لا يعرف الأنانية .. ولا يقلب بكفيه سوى الدفء والأمان ...... والصبر

ولازلت اتساءل .. كيف انتهينا ونحن لازلنا نحب .. ولا زلت استرجع

أين منى مجلس أنت به .. فتنة تمت ثناءا وسنا
وأنا حب وقلب هائم ..وفراش حائر منك دنا

كانت الذكرى فى أكتوبر .. مرت شهور الشتاء بعدها عاصفة كئيبة يرتعد فيها الحجر من البرد وقد خلت الطرقات من اى عابر .. كان السكون المميت بعد خريف حى ملىء بالذكريات .. وقد تتساءل ماهى تلك الذكريات التى احملها .. سأخبرك ..وسأدونها بالحروف فوق الورق خوفا من أنها يوما تنسى .. فإن انت نسيت أو انا نسيت .. تظل تلك الكلمات عندما نقرأها تعيد الى قلوبنا احساسها الأول .. وتمنح نفوسنا بعضا من السكينة التى استشعرناها سويا فى وقت ما .. فى ذلك الخريف تبدل الجو المحيط بنا بعد ان تركت العنان لقلبك فأفصح عن مكنوناته .. وبدأت اشعر أن موسيقى خفية تصاحبنا اينما ذهبنا معا .. احساس بالقرب والالتصاق احسست وقتها ان قلبى سيتوقف من فرط الحيرة والسعادة او التعاسة المرتقبة الى ان افصحت عيناك .. وكانت اول نظرة عرفت فيها اننى اثيرة لديك .. وجاءت الكلمات العابرات تتهادى على اوتار صوتك .. كنت نضحك من لاشىء .. ونصمت للا شىء .. ونرحل كل الى بيته لكننا لا نفترق .. وجاءت اللحظة التى غاب عنى فيها كل شىء الاك وانت ناظر الى عينى بوضوح وتكلمت .. لم أكن اتطلع اليك .. ولكن شىء ما جعلنى اتطلع .. ورسخت ملامحك الجديدة على ناظرى فى وجدانى وكأن كل شىء فيك ينطق كونى لى .. لم اكن احتاج ان تتكلم حتى احسك .. لم اكن احتاج ان تعبر حتى افهم ما تريد .. أمان وحنان وبراءة نفس ومشاعر كانوا ذات خريف بدأت فيه حكاية .. كل الحكايات تبدأ اعجابا فحبا فغراما فتيما فعشقا فوله .. أما حكايتك فبدأت كما انتهت .. بالصمت وخلفه تلال من الأسرار المحببة .. ذلك الصمت الذى حجب مدائن التمنى


تلك هى ذكرياتى عن الخريف الذى مضى معك .. اما ما بعده فإنه فلول ايام تتلاحق لايميزها شىء .. ولا يثريها أحد .. كل الناس صاروا سواءا .. وكل زحام صار خواءا .. وكل ليل صار نعيما وجحيما معا .. اتخبط فى دنياى وانت لم تعد فيها .. وأصمت مثلك .. حتى لا أخبر عنك



فإذا النور نذير طالع .. وإذا الفجر مطل كالحريق
وإذا الدنيا كما نعرفها .. وإذا الأحباب كل فى طريق