Friday, July 28, 2006

هل انا حي؟


"شنت اسرائيل صباح اليوم هجوما جويا عنيفا علي الاراضي اللبنانية استهدف مواقع حزب الله و ضاحية بيروت الجنوبية و الحدود السورية اللبنانية"
اتذكر "الباص" و الجايد اللبناني المبتسم دائما و كيف كان يتحدث عن بلد الجبل و النور لبنان بحب جارف ، الحدود السورية اللبنانية جنة الله في الارض ، جبال لانهائية مكسوة بالاخضر تعلو و تهبط ، قد تصل لمكان تري فيه السحاب جوارك ثم تنحدر لوادي عميق فيحتضنك دفء الغابات الخضراء و يبلل وجهك رزاز الشلالات المنحدرة ، و تسمع من بعيد صوت فيروز تتغني بحب لبنان ، و يمر الطريق .
البحر ، بيروت ، مدينة فاتنة تغازلك بدلالها من اول لحظة ، اترك يدك للريح و عش في احضان الجميلة بيروت ، مدينة الحب حيث يحتضن الجبل خلجان البحر الهاديء ، و تترامي بين ثناياها المحال الفاخرة و السيارات الفارهة التي قد لا تكون رأيت انواعها من قبل ، الفنادق البسيطة الموزعة بين مرتفعات الجبل ، و الفتيات الشديدي الاعتناء بمظهرهن يعشن الحياة كانها ابد(علي رأي عمي امل دنقل) .
ليل بيروت ، ساهر كليل القاهرة ، هذه مدينة اخري لا تنام ، متزينة بانوارها الساطعة تناديك كي تجلس قليلا في السوليدير لتشد من الارجيلة التي علي شكل الاناناس ، او تسهر في احد نواديها الليلية ، او تذهب وحدك تمشي الهويني لتسحب كرسيا و تجلس علي الشاطيء و تتامل انعكاسات اضواء المدينة علي سطح الماء .
بيروت من اعلي من التلفريك ، لوحة لبيكاسو في انتظام فني غير عادي ، كهوف لبنان التي حفرتها يد القرون من بدء الخليقة بنوازلها و طوالعها لوحة سريالية تثير الرعب احيانا و تثير الشجن دائما ، تتجه جنوبا حيث تحتضن كنائس الشمال مساجد الجنوب.
" اسرائيل تبدأ هجوما بريا علي جنوب لبنان"
اسير في الشارع متجهما لا اعرف اصمتي هذا للتامل في الاشياء ام انه من اثر حوار في الصباح اثار غيظي ام انه استدعاء مفاجيء لكل مشاكلي المزمنة التي يعافيها الحل .
" سقوط قتلي اغلبهم من الاطفال في غارات اليوم"
صرت عصبيا هذه الايام ، اسرح متذكرا ايام الحرب في العراق ، كم كانت المظاهرات صاخبة ، لم اشارك فيها لا اعلم اخوف مني ام يأس من الكلمات ام وهن ، "الوهن " لفظ معبر نافذ الي الضعف الذي نتجرعه مع كل نفس ، قرأت هذا التأمل قريبا لكني لا اذكر اين .
اذكر بخجل كيف اننا ايامها و رغم كل شيء ذهبنا في رحلة صاخبة مع الشباب لم يغب فيها شبح الهزيمة لكنها كانت رحلة في كل الاحوال .
" اسرائيل تنفي اعتزامها ضرب سوريا في الوقت الحالي "
مازال القوس مفتوحا و يتسع لمزيد من الحكايا الغارقة .
علي الانترنت حرب موازية ، المواقع تنضح بيانات ساخنة ، المدونات تقطر الما و قصائد ، الشباب يتحمس ، يطلق النوايا للتحرك ، اريد انا ايضا ان افعل شيئا ، اقف امام احد المدونات زائغا ، هذا الكلام يحرك الجبل ، كان الانسان بداخلي ليغلي لمثل هذا الكلام ، عندما كان هنا ، عندما كان حيا ، اشعر بالشلل العاجز ، داخلي آثار شيء يبكي لكني لم اعد اقوي علي الثورة ، لم اعد اقوي علي حتي علي الكلام ، قلمي جف يا بيروت و يا بغداد و يا قدس و يا دمشق الشديدة العروبة ، ربما غدا ساكتب شيئا .
امشي في الشارع متجهما ، عصبيا بعض الشيء كعادتي هذه الايام ، صوت فيروز لم يعد ينساب بالخدر في الثنايا كما كان ، صار يؤرقني .
الناس في الشارع تستمتع بالصيف ، صخب الحوارات السريعة و الاغاني المزركشة و الافلام الخفيفة ، افراح الاصدقاء ، الناس في الشارع تعيش " عادي" و انا امشي متجهما ، في المقهي تصدح نانسي عجرم بضجيجها و بلال فضل في الجريدة يحكي عن الهول المتجسد تحت الضرب في لبنان و عن رجال الحدود الذين يصرون علي تقاضي المعلوم لانهاء الاوراق تحت اصداء القنابل ، الشعراء ينعون العرب للمرة الالف.
الناس في الشارع تمشي " عادي" و انا لم يبق لي من الحياة سوي العصبية و بعض التجهم .

5 ليف يور كومنت هير بليز:

Khaled gad said...

ان شاء الله لبنان هترجع احسن من الاول

zemos said...

ازيك يا سعادة الباشا
جاي في وقتك... سمعت منك حكايات سوريا و دلوقتي حكايات لبنان...

عارف كل الشباب اللبناني اللي اتعرفت عليهم مؤخرا كلامهم بيشترك في نقطة واحدة
عارفين ايه هي؟؟

ادعولنا

mesho_girl said...

moro
لازم تعرف ان كل الناس بتدعي للبنان وأهلها ..ياريت توصلهم كده علي طول
أما بالنسبة ل old metkazy
ايليا ابو ماضي قالها قبل كده
إثنان أعيا الدهر أن يبليهما
لبنان و الأمل الذي لذويه
نشتاقه و الصيف فوق هضابه
و نحبّه و الثلج في واديه
و إذا تنقّطه السماء عشيّة
بالأنجم الزهراء تسترضيه

لبنان هترجع احلي من الأول بأذن الله ومش هيقدروا عليها

سامية جاهين said...

هو الجو العام ممكن يكون محبط بس صدقني مش كل الناس ماشية عادي ومش كل الشعراء بينعوا.. فيه شعراء بيحلفوا بحياة المقاومة ومعاندهمش استعداد يفقدوا الأمل

جزء من سياسة حرب إسرائيل هو تركيع الناس (كالعادة)وكسر معنوياتها.. فيبقى مجرد مقاومة "اليأس" سلاح لسه في إيدين الشعوب العربية

jeen said...

قريت البوست .. وفضلت كتير ساكتة .. ساكنة .. من غير لا صوت ولا حركة .. متنحة لشاشة الكمبيوتر .. ارد على البوست اقول ايه .. حقيقى كلامك بيوصف حالة انا فيها ومعظمنا ان ماكانش كلنا حاسين بيها .. رغم الامل فى المقاومة .. ورغم اليقين بان الحق فى يوم ما غالب .. لكن الشعور بالعجز كبير كبر الحرب

وبالنسبة للشباب اللبنانى .. هو شباب فى منتهى الذكاء واللطف .. هو عارف اننا كشباب مصرى او سعودى او غيره مانملكش غير الدعاء .. فمابيطالبناش غير باللى نقدر عليه .. لأن فعلا ده بس اللى نقدر عليه .. اللى اقدر اقوله ان عيوننا متابعاهم .. وقلوبنا بتدعى فى وقت صلاة وفى غيره .. ربنا معاهم

Post a Comment