Thursday, June 15, 2006

ما أحلى السير فى جلباب جدى - سيدى

بنت صغيرة .. لاأملك من العمر سوى سنواتى الست
اليوم .. اول ايامى الى المدرسة .. اخبرنى "سيدى" بذلك بالأمس .. واتى لى بكيس من القماش .. ودفتر .. وقلم كوبيا

يعنى مش هروح الكتاب بعد كدا يا سيدى -
لا .. من بكرة باذن الله هتروحى المدرسة .. بنت الحج لازم تتعلم -

كان "سيدى" هو الذى يتولى امورنا .. فلقد كان ابى مازال يدرس بالازهر .. كان جدى يريد ان يراه افنديا .. فى المدينة .. وكان يأتى لزيارتنا فى نهاية كل اسبوع بحلوى لا أجد مثلها فى قريتنا الصغيرة
كان "سيدى" اول الامر يصحبنى الى المدرسة
على بغلته الكبيرة .. جتى تأكد من قدرتى على الذهاب وحدى

ماينفعش تبقى متعلمة .. وما تعرفيش تروحى المدرسة لوحدك -

كونت لى صحبة .. بنات صغيرات مثلى .. كنا جميعا نعشق الضفائر .. فكنت اذهب بمفردى صباحا .. ويقطعن نصف الطريق معى مساءا

كان الطريق على طوله مسليا .. وكن - البنات - يخشين السير بجوار "المصرف" .. يقلن ان تلك القراميط التى تتقافز على حوافه .. ماهى الا عفاريت وجنيات .. لم اكن اخاف .. فلقد كان "سيدى" دائما يقول

ما عفريت الا بنى ادم -

فكنت اسير وسطهن بثقة .. حتى انى فى احدى المرات .. امسكت باحداها - القراميط - ووضعته فى كيسى حتى عدت الى دارنا، واعطيته الى جدتى .. فابتسمت .. وجعلت منه طعام غدائى .. سعدت كثيرا .. وقررت ان امسك باحدها مرة اخرى .. حتى كان يوم سبت .. صرحت لزميلتى انى ارغب فى الإمساك بواحد اخر .. قالت لى ان احمد .. ابن عم فرحات - بائع الجزر الاحمر - قد سقط يوم الخميس الفائت فى الساقية .. ودارت عليه التروس .. حتى اختلط ماء المصرف كله بدمه .. وتحول من ساعتها عفريته الى "قرموط" كبير

لم اعيرها انتباه .. فلقد كانت كلمات جدى تملأنى .. وهى بالتأكيد لا تعرف اكثر من جدى .. امسكت يومها بقرموط كبير .. ووضعته فى كيسى .. اصارحكم .. كان يساورنى القلق .. ماذا لو كان كلامها صحيحا؟؟!!! .. كبريائى - الذى ادركته منذ صغرى - منعنى من اظهار حتى قلقى

سرت حتى وصلت الى الدار .. وفتحت الكيس لأعطيه لجدتى .. لم يكن هناك .. اعتلت الحيرة قلبى .. هلى كلامهم صحيح ... ؟؟؟؟؟

فى تلك الفترة كانوا يوزعون علينا "قرصة" كبيرة كغداء لنا .. كنت احتفظ بها حتى اعود الى دارنا - لن انسى طعمها مع العسل يوما - حتى فى احدى المرات عندما اوسط الشتاء وكانت عيدان الذرة قد ضاعفتنا ارتفاعا وغطت اطراف المصرف .. خرج علينا من بين عيدان الذرة اطفالا اكبر منا سنا .. كانوا يلطخون وجوههم بالطين .. ويتعلقون بأيديهم على المواسير التى تعبر المصرف .. محاولين وهمنا بأنهم عفاريت - صديقاتى كن يخشونهم كثيرا- .. كانوا يأخذون القرص منا وكتبنا التى تحتوى على رسومات ليلعبوا بها .. كنت اعرف انهم اطفالا .. وصديقاتى يصررن على انهم عفاريت

انتى مش شايفة بيتعلقوا فى المواسير ازاى -
سيدى قاللى ما عفريت الا بنى ادم -

عندما عدت الى البيت .. اجهشت بالبكاء - على كتبى و قرصى - احتضننى "سيدى" واخبرته بما حدث

ولاد الفرطوس .. هما لسا بيعملوا كدا .. طب والله لوريهم -

اخذنى جدى على بغلته وذهبنا لبيتهم .. طرق الباب بعكازه .. خرج ابوهم مرحبا

ولادك بيدايقوا البنات ليه حدا المصرف -
ولاد الكلب والله لوريهم ياعم الحاج .. بس ماتدايقش انت نفسك -

سرنا عائدين .. كنت انظر لهم واباهم يضربهم .. واخرجح لسانى لهم .. واتعلق بجلباب جدى .. حتى مررنا بجوار المصرف .. ورأيت قرموطا كبيرا .. قال لى جدى

امسكهولك ؟؟ -

هرعت الى الجهة الأخرى .. ازداد تشبثى بجلبابه

مابحبهمش -

ابتسم .. واكملنا المسير

بقلم .. ميليجى

بكتبها بالنيابة عنه علشان مزنوق مووووووووت فى الامتحانات

ادعوله بقى هو و .. متكاظى .. وزوردياك .. وغواص .. وسمسم .. وكل المزنوق زنقتهم

قولوااا آآآآآآآآمييييييييين

5 ليف يور كومنت هير بليز:

Rivendell** said...

جــــين يا نصيرة المزنوقين .. ربنا يكرمك



مليجي ... بدع يا ابني واضربها طبنجه

She said...

ربنا يفك زنقتكو كلكو كده
:D

NoOR said...

كلام اكتر من رائع .......ربنا يفك اسر كل المحبطين في شباك التعليم آآآآمين

zemos said...

طبعا دكتور مليجي شرفني و خاع عليا وسام شرف أعتز بيه حينما أطلعني على مسودة القصقوصة الرقيييييييييقة دي

و رأيي عرفه وجها لوجه بدون أي تزيين أو مجاملات.... موش بأقوللك قلمك استعاد لياقته و اتبرى كويس
:)

ayman_elgendy said...

المرور الاول لي بتلك المدونة الرائعة

تحياتي

Post a Comment