Wednesday, May 31, 2006

جون

كان عبده بواب عمارتنا ، و عبده رجل اتي من اعماق ريف مصر العامر بالبلهارسيا و التهاب الكبد و كان له اربع اولاد كان احمد اصغرهم ، كان احمد ولدا صغيرا لا يتعدي عمره ثمان او تسع سنوات و ما لفت نظري فيه دائما هو التماعة عينيه و توقدها الذي يشي بذكاء واضح يؤكده سرعة فهمه و تنفيذه لكل ما يطلب منه بابتسامة لا تفارق وجهه .

كنت مارا بالشارع الضيق المجاور للعمارة حيث اعتاد اطفال العمارة ان يلعبوا الكرة و يتعالي صياحهم ، كان احمد يقف بعيدا مرتديا قميصا يتهدل منه و يصل الي ركبتيه ،يبدو ان احد الجيران اعطاه اياه بعدما ابلاه تماما ، لم استطع ان اميز لون البنطال، كان حائلا و مكسوا بالتراب و الشحم ، اما الحذاء فكان بلا نعل و به ثقب كبير يبرز منه الاصبع الاكبر .

لم اكن متعجلا ، ابطأت قليلا لأشاهد اللعب ، كان الاطفال يلعبون بانفعال و اخلاص شديد ، انتهت مباراة و ووقفوا يقسمون انفسهم فريقين ، كان احد الفريقين ينقص واحدا ، اجال احد الاولاد بصره ثم اشار لأحمد ان يقترب ، اقترب احمد مندهشا متوجسا ، كان يقلب النظرات بين الكرة و وجوه الاولاد و عينه تزداد لمعانا ، امسك الكرة بين يديه و كأنها بللور مسحور و اخذ يقلبها في يده يتفحص ثناياها و يتلمسها ثم و ضعها علي الارض و انطلق،كان يلتهم الارض و يداعب الكرة بين قدميه فتختفي تارة و تظهر تارة ،و كان يتجاوز الجميع كالفارس يكر و يفر و ...." جوووون "
صاح احمد و قد ركل الكرة فلم يرها حتي حارس المرمي ، كان احمد مزهوا بنفسه واضعا يده في وسطه و كانما يسمع اصوات تصفيق المشجعين في كل مكان ، لكن التصفيق انقطع فجأة ووجد احمد نفسه ملقا علي الارض بعدما دفعه كريم ابن الحاج فؤاد بيديه الغليظتين و خطف الكرة من يده ، كان كريم ولدا سمينا له وجه احر يكاد ينفجر بالدم ، و ابوه الحاج قؤاد جارنا ، كنت دائما اسمع صوت الحاج فؤاد الجهوري و هو يصب جام غضبه فوق اي احد يقابله.

كان احمد ملقي علي الارض مذهولا كانما سقطت العمارة كلها فوق راسه و نظر الي الاولاد الباقين كانما يسال عن خطئه لكنهم لم يبالوا له ، كانت الحياة تخط خدشها الاول علي صفحة و جه احمد البيضاء ، لم يفق احمد من ذهوله الا علي صوت ابيه يناديه ، كان يحمل اكياسا مليئة بالفواكه من سيارة الحاج فؤاد ، هرول اليه احمد لكنه و هو يصعد سلالم مدخل العمارة استدار و نظر الي الاولاد و صاح
"و الله جون"....

5 ليف يور كومنت هير بليز:

zemos said...

و و الله انت راجل في الجون
و كالعاده أسعدني الحظ اني أقراها قبل نشرها هنا بشهور... منشورة في مجلة جميلة في كليتكم

يا بسيط انت يا جامد

Rivendell** said...

انا كنت رئيس تحرير المجلة على فكرة
:D

شكرا يا مورو على وصف المجلة بالجميلة بس دي كانت مبدعه مش جميلة بس

استحملوني يا جماعه , خليط ال
ACOSTIC NEUROMA
مع ال
STRYCHNUS NUX VOMICA SEED
مع طيف دائم موجود في الخلفية يعمل كدا واكترررررررر


تحفه طبعا يا عبد الرازق ...

Carmen said...

جوووووووووووون


كل مواضيعك فى الجون


وبجد جميلة جدا وشديدة جدا وبسيطة جدا

jeen said...

من اول حرف لآخر حرف متابعة ومركزة
فكرة جديدة .. واحساس بسيط
وكان عندوا حق احمد لما قال "والله جون" .. بس مين يفهم .. ومين يقدر

ربنا يخليك للغلابة يا بييييه ..

Anonymous said...

Excellent, love it! »

Post a Comment