ابسط الحلم ..........حلم راندا
في اول الردهة قابلتني بابتسامة عريضة...........فلقد تعودت ان تبتسم ..وتناديني دكتور احمد ....رغم يقيني بعدم علمها بأني في كلية الطب.
اذيك يا ام راندا.....واذاي راندا -
تعبانه...وها ينقلوها ....معهد ناصر في مصر ......(قالتها بلهجتها التي تجمع بين اللهجة الفلاحي وتلك اللتي خالطتها المدينة) -
قالولي....... ربنا يسهل-
........................................................................................
كانت اول معرفتي برندا........في زيارتي لمستشفي الاطفال .....وكانت رغم المعاناه المرسومه على وجهها ......ما زالت تمتلك روح طفلة .....وذاكرة نهمة لاستنشاق الحياة......-وكأنها كانت تعلم
من طول فترة العلاج بالكيماوي.......اثر على معالم وجهها وجسدها فأكثبها جسدا نحيلا - مجرد بضع عظيمات مكسوة جلد تقيح في اكثر من موضع من كثرة الحقن_ وبقايا شعر كان في يوم يغطي رأسها .......وكانت تحكي لي يوما كم كانت جميلة بالضفائر....ووجها طفولي عجوز......خط معالمه الالم .....ورغم اني كنت متاخرا في هذه الزيارة ...الا اني لاحظت عدم وجود احد معها
...............هو ليه ما حدش مع البنت دي
........بنتعب........اجابني بابتسامه ملاها الاسى.....ربت على كتفه ودخلت اليها
وجدت حجرتها خالية .......الا من امها التي وقفت بجوار الباب....بابتسامه لاتعرف معناها
.............................................................................
با غتتني بالسؤال
.......معاك موبيل
لم اكن امتلك في ذلك الوقت هذا القدر من الرفاهية .....اسرعت ...انتقيت لها واحدا من اصدقائي....كان حديثا
ارادت ان ترى صورتها..........صورتها
نظرت الى الصورة ......اختفت تلك الابتسامه الواهنه من البداية
ضمت عروسها الى صدرها......والقت بجانبها الى السرير ......واكتفت بالصمت و.....نظرة فارغة
...........................................................................
......مرة اخرى ........انا واروقة المستشفى.......اتيت لها بموبايل_لعبة_ فرحت به كثيرا.......جلسنا نلعب الاوراق.......كانت ماهرة
هذه المرة لم تكن تملك سوى عقلها لتفكر به......كانت امها هي التي تضع لها الاوراق وتوزعها .....نظرت لي
انت عارف نفسي في ايه......
نفسك في ايه يا راندا.....
نفسي اشوف ضفايري تاني.....
هذه المرة انا من اجهش في البكاء
يا لبساطة هذا الحلم ويا لقسوة الحياه
لم احتمل ......خشيت البكاء امامها......ابتسمت لها ابتسامه خفيفة وهرعت خارجا
..................................................................
مرت الايام والقتني الظروف في المستشفى مرة اخرى.....وكنت لم اعلم بعد بعودتها مرة اخرى
امها.......قابلتني هذه المرة ايضا بنفس الابتسامة......هرعت خارجه من الغرفة عندما رأتني
اذيك يا دكتور.........
اهلا .....اذيك يام راندا.....انتم رجعتم.......
اه رجعونا......
اذي راندا......
تعبانه والله يا دكتور......
نظرت اليها في داخل الحجرة .......شعرت با نسحاب روحي.....ها اهناك انسان من الممكن ان يصل الى هذه الدرجة.....ويبقى على قيد الحياة
قمة الوهن......حتى النوم لا تقوى علية
حاولت الابتسام
اذيك يا راندا........
اماءت برأسها ....,اشارت الى الموبايل_اللعبة_......اجابت امها"معدتش قادرة تكلم" ء
لم اقوى على المكوث......وعدت امها بمعاودة الزيارة ......
وكعادة ذاكرتي المثقوبة .....نسيت
..........................................................................
اليوم
اجالس بعض الاصدقاء
انت معرفتش...مش كنا في المستشفى وعرفننا ان راندا _البنت اللي نقلوها مصر_رجعت وماتت
ويستمر بهم الحديث............
واهوى انا الى القاع..........................................................
10 ليف يور كومنت هير بليز:
ربنا يرحم راندا
ويشفى المرضى جميعاا
انا لله وانا اليه راجعون
وانوجاع القلب اتضح انه حتمي رغم كل التحصينات
لا حول ولا قوة إلا بالله
مش ناسي وشها و ضحكتها
لما طلعت اللب الألبيض من تحت مخدتها و عزمت علينا
و مامتها تقوللها خليكي كريمة يا راندا و إديهم كمان
إنا لله و إن إليه راجعون
أنا ربنا عالم بحالي دلوقت
بجد قلبي وقع لما قريت الخبر ده
ربنا يرحمها يا رب..
حرام عليك يا مليجى ..خليتنى اعيط
وفكرتنى ببنت تانية زيها كانت عايزة تلعب معانا كوتشينة ..واكتشفت ساعتها انها مبتشوفش .., وكانت مصرة يا عينى تلعب .., انا خلاص قلبى اتفرتك ومعدتش قادر استحمل .., ايه اللى خلانى ادخل طب ..يخرب بيت كده
انا مش هعرف انام النهارده
الله يخرب بيت المرض
واللى خلا السرطان يسرح فى ولادنا
مليجى
مش عارف اقولك ايه زعلتنى
الله يرحمها
كل ما اقراها بتنيل اكتر وارجع اقراها تانى
بس هى ان شاء الله هتشوف ضفايرها تانى فى الجنه
يلا نحاول نفرحلها
مبروك يا رندا على ضفايرك اللى رجعتلك تانى
أنا بأقول الأحسن نقرالها الفاتحة و ان شاء الله هي في الجنة
الي عاوز يشوفها هناك يشد حيله
يا ريت كمان أي حد يدخل على الكوممينتس يقرا الفاتحة
ميليجى
دا مش مجرد خبر .. دا وجع فى قلبك مش عارف تعبر عنه حتى الكلام ده اللى انت كتبته لسة مخرجش اللى جواك والدليل .. جملة بسيطة قولتها فى النهاية ..
" واستمر الاصدقاء فى الحديث .. وهويت انا الى القاع"
راندا توفاها الله اليه .. لكن فيه زى راندا 70 طفل فى قسم الاورام عندنا .. لسة محتاجين الابتسامة اللى طفاها موت راندا ..
ادعوا وحاولوا نبتسم تانى علشانهم .. رغم كل ظروفنا وظروفهم الصعبة .. ورغم موت راندا
لا إله إلا الله ولا حول ولاقوة إلا بالله
الله يرحمها
اكيد كانت لحظة صعبة جدا اللى سمعت فيها الخبر ده
بس انت ممكن تفكر فيها من ناحية تانية
انها دلوقتى ارتاحت من الالم والعذاب اللى كانت عايشة فيه واكيد هى دلوقتى مرتاحة فى الجنة
بس انت قلبت عليا المواجع وفكرتنى ببنت زيها كانت بترفض انها تقعد مع اى حد من الناس اللى كانوا بيزروها معانا وسبحان الله انا الوحيدة اللى قبلت انها تقعد معاها وبقينا اصحاب وبعد كام زيارة كانت طلبت شوية حاجات نفسها فيها وفى الزيارة اللى بعدها خدتهالها وهناك لقيت ان ربنا رحمها قبلها بيوم
ياااااااااااااااه
كان يوم فظيع
بس اللى هون عليا ان عارفة انها دلوقتى عند ربنا اللى ارحم عليها
ومش هاقدر اقولك غير ان احنا لازم نجمد عشان الاطفال التانيين اللى زى راندا محتاجين اننا نكون جنبهم
نكأت جرحا و ابكيت عينا
لن انسي هذا اليوم ابدا يوم عرفت الخبر ، كنت عندها بالامس ، امها تستقبلني بابتسامتها الازلية الحنون ، كانت تشفق علي ابنتها و تشفق علينا عندما يداهمنا المشهد عند الزيارة ، هذا الكيان الهزيل ، الامل عندها لم ينقطع .
قلت لنفسي كثيرا كلاما مثل ما قاله مورو و جين و متكاظي لكن الجرح لا يزال ينزف و الدليل ما احسسته بعد قراءتي لمدونة مليجي ،
يا رب كما شملت هذا الملاك برحمتك و راحتك من الالم ارزق امها صبرا علي هذا البلاء و عوضا في الدنيا و الاخرة كما يليق بكرمك و جودك و رحمتك يا ارحم الراحمين
امين
Wonderful and informative web site. I used information from that site its great. » » »
Post a Comment