Thursday, May 31, 2007

هروب

تحملني قدماي – كالعادة – عندما ابحثعن نفسي الضائعة في زحام الحياة اليومية الصاخبة و زخم العلاقات السريعة و الكلمات المنمقة و الابتسامات المصطنعة الي الاسكندرية ، بشرط ان يكون الوقت شتاءاَ .
هذه المرة –مرتديا معطفي الثقيل مرفوع الياقة – كنت اجوب شوارعها الساحرة التي تلمع بماء المطر الذي يغسلها كما يغسل الماشين فيها ، تلك الوجوه التي تشع بالدفء رغم البرد المحيط ، الضحكة التي تجلجل فيسري وقعها قويا في هذا الوقت اكثر من اي وقت آخر .
يلوح لي مقهي بسيط ، تناديني الجدران القديمة التي غيرتها رطوبة البحر ، الكراسي الخشبية و التليفزيون القديم و كوب الشاي بالنعناع و الدفء و ممارسة هوايتي المفضلة في ايام الوحدة و هي تأمل الوجوه العابرة ، الكلمات المبتورة ، ذلك الاحساس بأنك تسمو فوق كل التفاصيل التي تتكون منها الحياة لتكون وحدك ، لم استطع مقاومة ذلك كله فلذت بكرسي في ركن بعيد من المكان .
خافتا كان صوت فيروز و هو يتسلل الي اذني ليتغلغل في دمي مباشرة " انا فزعانة تكون عن جد بتنساني ، و يمكن حبك جد بس انا تعبانة " تغيب عيناي في السماء الرمادية ، لا اسمع سوي بعض كلمات متفرقة يختلط بوقع الامطار و هي تداعب الارض العطشي لهذا التطهر الآتي من السماء .
تظهر هي ، كدفء الشمس المفاجيء في انقشاع سريع للغيوم في يناير ، مرتدية فستانها المفضل لدي و بابتسامتها الساخرة الأثيرة ..... تخطو بخطوتها الواثقة ..... تجتاح المدي فلا يصير شيء حولي سواها .... تسري الرعشة سريعاً تجتاح جسدي كله.... و هي تقترب .... تسحب كرسياً و تجلس ، انظر اليها ، تحتبس الكلمات فلا تجرؤ ان تبوح ، ان تكسر جدار الصمت و وشوشة المطر .
" عندي ثقة فيك ، عندي امل فيك ، و بيكفي ، شو بدك انه يعني اموت فيك " ما زالت فيروز في الخلفية هامسة باصرار، و هي تنظر الي مباشرة و تبتسم ساخرة- كالعادة- نكست رأسي ، لدي رصيد من الهزائم يفوق امة العرب ، جربت الخيانة و النسيان و الهجر ، صرت أخوض المعارك و انا اعرف النتيجة سلفا ..... اتجرعها قطرة قطرة.... ألوكها حتي تجتاحني كاملة ..... بل ربما ادمنتها ، لماذا تأتين الآن و تلحين علي بمعركة قد تجعلني ملكا - افكر ان وصف المعركة ليس مناسبا ، انه طريق لا معركة - و انت من جعلتيه طريقا و ممهدا .... و انا اتردد ..... افكر ، ينفتح الباب فأقف بعتبته فلا ادخل ولا ارحل.... اقيس المسافات و افكر ثانية ... و الوقت يمر ، اغيب كثيرا في الزحام..... و الوقت يمر ، لا اجتاز عتبة الباب .... استدعي معاركي و نشوتي بشجن الهزائم ، اجدني متعبا لا طاقة لي بالسير في طرق طويلة حتي لوصرت في آخرها ملكا... و الوقت يمر...
تقترب هي اكثر ، تحكم اغلاق ازرار معطفي و البرد يزداد شيئا فشيئا لكنها لا تتكلم .... لا تعاتب ....لا تصرخ .... تصر ان تجعل المعركة بيني و بين نفسي و انا اعلم النتيجة سلفا .... كالعادة....
" معقول في اكثر ، انا ما عندي اكثر، كل الجمل و الحكي و الكلام ، فيك " يفوح البيانو الحزين ليتخلل ارجاء المكان و هي تنظر لي نظرة اخيرة ، و تقوم ، ما زال لخطوتها نفس الثبات ، تخرج و تختفي في المدي ، مازالت السماء الرمادية تقوم بدورها في غسل الطريق .
" في حاجة يا استاذ " يعيدني الصوت الأجش للرجل الجالس علي الطاولة المواجهة لي الي ارض الواقع فجأة ، ينبهني الي انني قضيت كل الوقت الذي جلسته في هذا المكان ... وحدي ..... محملقا ناحيته بوجه خالي من التعبير .
اشعر باختناق ، اقرر ان اخرج الي وسع الطريق لأشارك طرقات الاسكندرية شجن الاغتسال ..... يرن تليفوني المحمول ، " البيت " تطالعني الشاشة التي تضيء و تنطفيء و " انت فين من الصبح ، هربت فين تاني ، من يوم ما اتزوجنا و انت و لا كأنك معنا ، مش عارفة انا عملتلك ايه ، .........." تضيع حروفها وسط وشوشة ماء المطر علي الطرقات عندما تداعبها عجلات السيارات المارة ، تعلو في اذني الكلمات " كيفك ، قال بيقولوا صار عندك اولاد ، انا والله فكرتك برة البلاد ، بتيجي علي بالي رغم العيال و الناس ، انت الاساسي و بحبك بالاساس ، بحبك انت ، ملا انت "

Saturday, May 26, 2007

صفحات من دفتر مذكراتي

(انقطعت لمدة عن الكتابة فعدت لأكتب عن الكتابة)
في اول صفحة كتبت:
كلام لابد من وجوده في الصفحة الاولي(مقدمة)
اشتريت هذا الكشكول في يوم ما، مساءا، في نوبة اكتئاب مصحوب بالشجن اصاب بها عادة دون سبب واضح و هي تجعل الكتابة -او بمعني اصح الرغبة في الكتابة - امرا حتميا ، كثيرا لا اجد ما اكتبه ، لكن هذا الدفتر هو للجزء القليل الذي ينساب الي الورق .
لماذا اكتب ؟ هل اكتب كي اغير العالم ؟!! هراء ، هل اكتب كي اغير نفسي ؟ اشك جدا ، انني اكتب كي اكتب ، فعل الكتابة يمنحني ذاتيتي ، هي التي تجعلني ازعم ان شيء ما مني يسير خارج الركب
سأكتب لا لأصلح اي معنا خارجي
بل كي ارمم داخلي المكسور
من اثر الجفاف العاطفي
حفظت قلبي كله عن ظهر قلب
لم يعد متطفلا و مدللا
تكفيه حبة اسبرين
كي يلين و يستكين
محمود درويش
ماذا سأكتب؟ لست ادري ، و هذا هو الشيء الجميل ، الكتابة هي الشيء الوحيد الذي يحمل المفاجأة في هذا العالم، السطور عندما تنساب لها خفقة كفرحة العيد ، كالهدية المنتظرة ، كالكلام المخبأ في طيات افكار الحبيبة في انتظار البوح ...
و في صفحة خالية احببت ان اسودها فكتبت:
هذه الصفحة كانت خاوية كروحي ، هذه الصفحة قد تصير حافلة و صاخبة كالكلام المحتمل كتابته في رأسي ثم لا يكتب منه شيئا
هذه الصفحة مثل ايامي : صباحات مثيرة للتأمل و نهارات صاخبة و ليالي ..... آه يا وجعي الذي ماعدت اشعره و دموعي التي جفت من تلقاء نفسها تاركة لي مرارة الموت ...

Saturday, May 19, 2007

Horse Dance

Friday, May 04, 2007

الليله الكبيرة



يا عريس يا صغير

علقه تفوت ولا حد يموت

لابس ومغير

وهتشرب مرقة كتكوت


يا أم المطاهر

رشى الملح سبع مرات

بمقامه الطاهر رشي

وقيدي سبع شمعات
_________________________
إهداء لعريسنا صاحب الثلاثة و أربعين عاما
ونشكره لزيارة الزقازيق والتى لولاها ما تم سفلتت الشوارع التى مر بها موكبه الغالي
ويارب المدام يكون عجبها لوازم الفرح اللى جبتها من شارع البوسطه

الحمد لله إنهم رسيوا على أربعه