Thursday, December 28, 2006

مائة و ثمانون درجة

قالوا أن الوحدة خير من جليس السوء... لكن ان تكون نفسك هي جليس السوء....!!... تلك مشكلة
تكبيرات العيد و تلبية الحجاج على إذاعة القرآن طوال الوقت... و أجراس الكنائس في الأجواء بالخارج.... العالم يحتفل... وما من بالغ ,عاقل, راشد إلا و يفكر بالإستمتاع... بالخروج..بالزيارات..بأي شكل
لكنني لم أرغب في كل هذا... فـ 2006 لم تتركني على حال يجعلني متفائلا بأن ينصلح الحال فيما بعدها... فهذه أسرة تتفكك... و هذا أعز صديق أفقده في حادث العبارة 98...و تلك وظيفة خسرتها -ويالفرحتي- لأمانتي
تكاد أيام الأعياد تنقضي و لم أتلق معايدة إلا من أبي و أمي.... و المدام تقضي العيد مع أهلها بمحافطة مجاورة... ذاك أفضل لها من مجالسة كئيب مثلي... أنا نفسي شجعتها على ذلك
ظلام.....الغرفة تومض بين ثانية و أخرى لتغييري المستمر لقنوات التليفزيون دون حتى أن أنتبه لما يُعرض بها
أقوم لأُعد لنفسي القهوة.. التي ما صرت أشربها إلا حديثا..... أشرد بتفكيري....
أنا و وهي أجلنا الإنجاب لحد ما الأمور المالية تستقر... و أديك استقريت..عواطلي
أنتبه على صوت فوران القهوة... تباً... سأعدها من جديد.... يرن هاتف المنزل
ألو
ايه يا بوب... مش خارج وللا ايه؟
مين معايا؟
أأأ... آسف يا فندم طبت نمرة غلط... كل سنة و حضرتك طيب
(....!!!.....)
يأتيني صوت فوران القهوة من المطبخ من جديد... لكني هذه المرة أبتسم رغماً عني.. و أطفئ شعلة الموقد.. ثم أرتدي ثيابي و أتصل بها
كل سنة و انتي طيبة... أنا جايلك دلوقتي....ننزل أي مكان ناخد فيه نسكافيه سوا
moro

Wednesday, December 13, 2006

ملاك حارس

كنا نرتاد تلك الحافله دائما أنا و انت...بوجوهنا المبتله بالمطر و ملابسنا الثقيله وضحكتنا الصافيه وايدينا المتشابكه0
*
كان يوجد دائما مقعدين فارغين0
-
النظر عبر دمعات السماء التى تزين الزجاج كا دائما يستهوينا..الشارع اللامع ..اضواء المحال التجاريه تنكسر على الزجاج وتغلف وجوهنا ونظره من عينيك تحمل وعدا مقدسا...تختلط انفاسنا على زجاج النافذه..تتكون رقعه بخار ماء تنتظر لمسات اناملنا0
-ترسم انت نصف القلب اليمين وارسم انا النص التانى
-
تتلاقى الايدى فى نفس اللحظه
يكتمل القلب
تبدأ القصه
أنظر الى الساعه ..انحت فى خلايا عقلى وقلبى الوقت والتاريخ..اعادها على عدم النسيان0
*
كان هناك دائما عجوز ينظر من خلف الجريده و يبتسم0
ــــــــــــــــــــــ
-حاسه بالحريه؟؟
-
تقفزين حولى وتفردين ذراعيك ملأ السماء..تغمضين عينيك ...يلفحك هواء العلم الاحمر الذى الوح به فوق البرج الخشبى0
-ناديهم..اكيد وحشوكى
-
تطلقين صافرتك..هل تعلمين كم اخذت من الوقت لتتعلميها؟..لكنك تتقنيها افضل منى الان0
السرب يدور فوقنا
-انزلوا..يلا تعالوا
-
حاولت كثيرا اقناعك انهم لايعلمون لغتنا..كان وجهك يلومنى دائما (انهم يعرفون..لاننا نحبهم..هم يشعرون بذلك) كنت دائما على حق ..كانوا يشعرون بك...هبطوا0
أعلم عشقك للحمام..واعلم كم الغيظ الذى يتملكك عندما اسألك عن الفرق بينه وبين اليمام..كنت لا تعلمين..وكنت دائما ارفض ان اقول لك0
*
كان هناك دائما طفل فى سطح المنزل المجاور يضحك عندما يرى الجميله تجرى وراءى عندما اسألها عن الفرق بين الحمام واليمام0
ـــــــــــــــــــــــــ
-
كل صباح اصحو على صوت البيانو..نفس المقطوعه التى احبها ..فى نفس الوقت..كانت تلك عادتها..كانت تحب ذلك...سألتها
-تعرفى بقالك كام سنه بتعملى كده؟
-
ابتسمت ووضعت سبابتها امام شفتاى و اكملت العزف..ازداد عزوبه..كانت تنظر لى وانا اتابع اناملها وهى تعزف على ذكرياتنا سويا0
لم اذكر مره توقفت فيها عن تلك العاده الرائعه0
كنت اتقاها فى احضانى بعد انتهاء العزف..كانت تلك هى مكافأتها..تبكى ..امسح دموعها..ارفع وجهها وانظر اليه مبتسما..تبتسم ودموعها تملأ عينيها الجميلتين
كانت هى ملاكى الحارس0
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عادتها الاثيره0
-
تضع القهوه على المنضده..تتسحب بخطى خفيفه..اشعر بيديها الناعمه امام عينى وانا جالس مواجها للشرفه انظر للسماء0
-نجمتى هناك ولا لأ؟
-
عندما تكون السماء صافيه..تظهر تلك النجمه ..كان بريقها مختلفا..اذكر تلك المره التى اخذتنى فيها من يدى لرؤيتها..طلبت منى ان اتذكرها بها..الحياه لن تستمر هكذا طويلا ..كانت تلك هى قناعتنا..كانت تعلم اننى لا احتاج نجمتها لكى اتذكرها0
ــــــــــــــــــ
فى نفس الحافله جلست...انظر الى تلك النافذه المشبعه ببخار الماء..نظرت الى ساعتى تابعت وصول عقرب الثوانى الى الوقت المحدد فى نفس التاريخ..رسمت بأناملى نصف القلب الايمن...تذكرت ملاكى الحارس ..صوت البيانو..وجهها المبتسم..ملمس يديها على عينى..نجمتها المفضله...عشقها للحمام..عشقى لها وعشقها لى...تلك الجميله التى كانت تغتاظ وتجرى وراءى عندما اسألها عن الفرق بين الحمام واليمام والتى لم تعلم ابدا اننى لا اعرف الفرق بينهما حتى الان0

Sunday, December 10, 2006

يدخلون بلا استئذان


1- هناك من يدخل حياتك بلا استئذان... يقدم لك الحب فوق اوراق الورد... يحملك الى عالم اخر... يحول حياتك الى عالم خرافي... يشعر بمسؤوليته تجاهك... ويقوم اعوجاجك... ويعلمك الصدق في الحب... والاخلاص لهذا الحب... يحول سوادك الى بياض... وتلوثك الى نقاء... وليلك الى نهار... وظلمتك الى شمس... يمتزج بك... ويتحول مع الوقت الى قطعة منك... فيكون عينك التى ترى بها... وقلبك الذي تعشق به... وحبلك السري الذي يربطك بالحياة... وهذا النوع من البشر يجعلك تعيش مسكونا بالرعب من فقدانه... فاذا ما ضاع منك في زحمة الايام... بكيته بحرقة... حتى خيل اليك انك ستبكيه العمر كله..
****
2- هناك من يتسلل من حياتك بعد ان يملأ حقيبته بأحلامك وأمانيك وسعادتك وايام عمرك... ليفجعك في صباح اليوم التالي بكل هذه الاشياء... ويترك احساسا متضخما بسذاجتك...
****
3- هناك من يطيل الوقوف امام بوابة احلامك يستجدي نبض قلبك ويلح باصرار... فإذا ما اطمأننت له... ووثقت به... وأذنت له بالدخول... عاث بمدينة احلامك فسادا... وشوه أجمل الأشياء في قلبك... وخلفك وراءه نادما على ثقه لم تكن في اهلها...
****
4- هناك من يجعلك تندم على معرفته... فيسقيك الاحساس بالندم كلما التقيته او تحدثت معه... موافقه تخذلك... وتصرفاته تخجلك... فتتمنى بينك وبين نفسك لو ان الزمان يعود الى الوراء كي لا تقترب منه... ولا تكرر خطاك الفادح في التعرف عليه... لكنك عند كل امنيه محبطه تكتشف ان الزمان لا يعود الى الوراء... وان وجوده قد اصبح واقعا قد لا يمكنك التخلص منه... وعندما لا تملك سوى الاعتذار لنفسك على هذه المعرفه... وتتجرع الندم بصمت...
****
5-هناك من تبادله الحب... فيضمك الى ممتلكاته الخاصة باسم الحب.. ويحاصرك بغيرته المبالغ بها... فيسجنك بدائرة الممنوعات... يحصي عليك انفاسك... وتمتد يد غيرته لتبعثر احلامك ان خلت منه... ويسلبك ابسط حقوقك في التعبيرعن مشاعرك تجاه الأخرين... فيجعلك في حالة صراع دائم... بين ماكان وما يجب ان يكون...
****
6- هناك من يحبك بصدق... فيعاملك معاملة الورد... يحبك بصمت... ويحترمك بصمت... ويتمناك بينه وبين نفسه... ويمنعه اعتزازه بنفسه من الاقتراب منك اذا راك مشغولا باخر... فيكتفي بالحب من اجل الحب... ويحتفظ بك صوره جميله.. في ذاكرة نقية... فاذا ما احبطته الايام في حلمه... تمنى لك الخير صادقا... وانسحب بهدوء الاحلام...
****
7- هناك من يحبك بجنون, ويسعى جاهدا لاصابتك بعدوى هذا الجنون, ولا يستوعب رفضك لمشاعره بسهوله... فيحاصرك بجيش من المشاعر المرفوضه... ويفرض وجوده اللامرغوب على حياتك... ويمارس عليك غيرة غير مباحة... لا يعترف بمشاعرك الخاصة وأحلامك الخاصة... هو لا يكتفي بأن يحبك... بل يحملك جميل هذا الحب... فيصبح لزاما عليك ان تحبه وان تبارك هذا الحب... وان لم تفعل فإنه ينعتك بقائمة من الصفات المرفوضة انسانيا...
****
8- هناك من يغادر حياتك... فيترك خلفه فراغا باتساع السماء... فتحاول جاهدا ملء الفراغ خلفه... فتتعرف على من يستحق ومن لا يستحق.. وتتخبط في علاقاتك كي تنساه... احيانا تنجح وفي معظم الاحيان.......لا
****

Saturday, December 09, 2006

ابتسامة صافية

اعتاد دوما ألاّ ينام , أفكاره المتشابكة لم تكن تترك أمامه فرصة لكي يسترخي , يخرج من فكرة الى أخرى ومن حوار الى آخر .. يشعر أنه يجري بعقله في شوارع كثيرة , غامضة ومألوفة , حتى يقع لاهثا ً مصابا ً بالتشنج العضلي في أروقة دماغه , فينام نوما ً مُجهِدا ً اعتاده بعد سنوات فلم يعد يؤثرعلى نشاطه اليومي , يوم التقاها نام كالأطفال , كان في وعيه الجمعي يعلم ان سُهد الليالي هو المسار الطبيعي للأحداث , ولكنه حين استيقظ في هذا الصباح أدرك لعجبه أنه نام بلا حوارات ... وضع رأسه على وسادته وراح في النوم هكذا.
لم يكن يفكر بها , أو يترقب حضورها , او حتى يراقب تحركاتها من بعيد , لم يحتج لهذا أبدا ً , كانت ابتسامتها الصافية قد انطبعت بشكل دائم على قرنية عينيه فصارت خلفية مصاحبة لكل الناس , او لنقل صار كل الناس خلفية باهتة لها , وحين ينام كان يراها قابعة بهدوء على كرسيه الوثير في قلب رأسه , قد تكورت كقطة , تشير بيدها فتُغلق كل الأبواب ويصمت الزحام الشديد وتخفت الصراعات , تبتسم له بحنو ٍ وهدوء كأنها تربت عليه بعينيها أن نام .. فينام .
حين ذهب لها في ذلك اليوم لم يكن يفكر فيما سيقول , وحين نادى بإسمها والتفتت اليه , انطلق يخبرها عن ابتسامتها الصافية على قرنية عينيه , كان يتكلم ورأسه يهدر بالخوف , في وعيه الجمعي أيضا ً كان يدرك أن السعادة لم تكن لتأتي هكذا بلا تعقيدات , رآها في رأسه تبتسم بإشفاق لتخبر ه أنها مرتبطة او انها غير مهتمة , كان لسانه يتحرك من تلقاء نفسه وعقله في مكان ٍ بعيد , وقرنية عينيه لا ترى سوى ابتسامة صافية.
في ذلك الصباح حين استيقظ , جلس على طرف فراشه مسترجعا ً تفاصيل حلم الأمس , مدركا ً أنه مازال يطارد ذرات الغبار في متاهات عقله في انتظار ابتسامة صافية تخشع امامها ضوضاء حياته.

Sunday, December 03, 2006

"حتى لوني قمحي لون نيلك يا مصر"

كانت تسبقني بخطوات .... وعندما توقفت اسفل -عمود النور- وامتصت خلايا وجهها وطياته حبيبات الضؤ...كان عجيبا مارأيت
اكثر ما يجزبك اليها ... هي تلك العيون ..الناعسة..ليست كما يتغزل فيها الشعراء ...ولكنها حقا عيونا ناعسة ...قد اثقل جفونها الهم والزمن...وكحلتها اتربة الشوارع والازقة..
اكتست بشرتها سمرة ...وحدتها مع تراب الارض...مع سمرة الوطن...اليوم واليوم فقط...ادرك ما وراء تلك الكلمات التي عشقت ان اسمعها
"حتى لوني قمحي لون نيلك يا مصر"
طفلة بلون النيل
-ربما كان لون تلك البشرة ...ماهو الا وسيلتها للتكيف مع جرأت الشوارع باليل...فهي تتوحد مع الارض حتى تحتويها عندما تريد -
....مع انعكاسات النور ايضا تكشف عن تلك الملابس ... التي لا تضح فيها الالوان ...فما هي الا هم مثقل تتلفح او كما يقال تتستر بها...جميعها بلون التراب الذي ثبته العرق ..ليجعل منه صبغة يستحيل التخلص منها
سارت امامي في الطريق ...رايتها تتحرك في خفة الطفولة ...طفولة كساها التع..بين اكياس القمامة المعلقة على ابواب المنازل...وبأصابع ...لا تكاد تظهر من اكمام ردائها...وعلى صغر تلك الاصابع...الا انها كانت خبيرة...فيكفي ان تمسح بأصابعها على الكيس من الخارج لتدرك ما اذا كان محتواه ينفعها ام لا
وأشد ما يعبث بعقلك بعد ذلك .... انها تظل تأرجح الكيس في الهواء من حبله المتدلي به......وكانها هي الاخرى تتأرجح معه.....ولا تدري هل هي روح الطفولة التي تبحث لها عن منفذ....ام انها بلغت من حكمة الحياة ان تدرج مغذى تلك الارجوحة.....
تنعطف لتعيش مع كيس اخر....لتتركه يتأرجح .....وتنعطف الى شارع اخر
لاخرج انا من مكمني واتابع السير بين اراجيح الحياة...... وانظر نظرة مختلفة لـ...ضيقي...وطموحي...وما انا فيه....
انظر للارض خجلا
وأحمد الله