Sunday, April 30, 2006

مرحى للأوغاد

افرحوا يا جماعة .. قانون الطوارىء اتمد سنتين كمان .., لحد ميخلصوا قانون الارهاب .., ومن طوارىء لارهاب يا قلب لا تحزن
الحكومة شايفة ان الشعب المصرى مبيعرفش يعيش حر .., مبيعرفش يعيش من غير محد يديه على قفاه -سورى عالاسلوب - .., والظاهر ان عندها حق ., هتعمل فينا ايه اكتر من كده .., ده انا بيتهيألى اننا صعبنا عليهم من كتر محنا ساكتين ومبنعملش حاجة .., وهنعمل ايه يا حسرة .., حسبى الله ونعم الوكيل .., قانون الطوارىء يا سادة اتمد سنتين كمان .., قال ايه علشان مصر مليانة ارهابيين .., بس انا مبسوط يعنى علشان السيد الدكتور النظيف قال انه هيستخدم مع الارهابيين بس .., الراجل عداه العيب يعنى ., وفى سؤال للدكتور مفيد شهاب الدين رئيس لجنة وضع قانون الارهاب .., قالوله قانون ايه اللى ياخد سنتين ده بتعملو فيه ؟؟!! هو قانون جملى ؟؟.., رد سيادته قائلا ..., انه موضوع مش سهل .., لانهم لازم يعملو لجنة تحط القانون ولجنة تانية تشوف القوانين اللى بره ولجنة تالتة تراجع عليهم .., ده غير بقى -اتفرج يا مؤمن - انهم لازم يغيرو الدستور كمان علشان خاطر القانون ده .., ليه بقى ؟ .., قلتولى ليه .., قالك ان الدستور فيه شوية مواد حقيرة بتدعو الى الحرية زى المادة 42 اللى بتقول ان الحرية الشخصية مكفولة للجميع وانه لا يحق القبض على اى مواطن او تفتيشه او التنصت عليه .., ولا يحق القبض عليه الا فى حالة التلبس ولا يحق تفتيشه الا باذن مسبق من النيابة او اللقضاء -خيال علمى مش كده .., بقى ده موجود فى دستورنا ؟!!- وقال سيادته ان مفيش دستور فى بلاد بره فيه الكلام ده .., ازاى يتحط الكلام ده كله المقيد لحريات امن الدولة فى دستورنا المصرى .., احنا احسن من بلاد بره ولا ايه ؟!! .., يبقى احنا علشان نعمل قانون الارهاب لازم نلغى المواد الحقيرة اللى فى دستور 71 اللى بيسموه دستور الحريات .., علشان نعرف نقبض عالارهابيين يا جماعه .., وهمه بيوعدو انهم ميستخدموش قانون الطوارىء فى فض المظاهرات او نفخ المتظاهرين لا سمح الله .., او فى الاشتباه فى اى حد ماشى فى الشارع بعد الساعة 10 بالليل -ونفخه ايضا - المعنى واضح يا سادة .., الحكومة بتقولكم .., روحو موتو احسن .., انتو عايشين ليه ؟!!.., مستحملين ازاى ؟؟!! .., فلتندثرو ايها الاوغاد من تطلقون على انفسكم لقب المصريين ..حلت عليكم لعنات السماء ..والارض ..وأمن الدولة !!

Tuesday, April 25, 2006

الموت عشقا

مشرط جراح
دب فى قلبى
قلت انا اه
هيشوف المستخبى
مات الجرح
راح الالم
وحبك فى القلب عايش
ولو بتراب القبر انردم

Monday, April 24, 2006

و يبقى سؤال

من أول يوم ارتاحلها.. و شهور مداري محبته.. خايف لـ يخسر قــُربها
و لما نوى يقوللها.. دعوة فرحها وصلته.. فـفرحلها.. و أحلى ورد بَعَتلها
و ف وِسط ليلة عمرها .. الكل هاص على رقصته .. قاصد يفرَح قلبها
ولا ثانية كان محزون!!... , و السؤال.. دا يبقى عقل..وللا حب.. وللا قمة الجنون!!
؟

moro بكيبورد

Sunday, April 23, 2006

جاهين


ساعات اقوم الصبح قلبى حزين
اطل بره الباب ياخدنى الحنين
اللى اشتريته انباع
واللى لقيته ضاع
واللى قابلته راح
وساب الانين
وارجع و اقول
لسه الطيور بتئن
والنحلايات بتطن
والطفل ضحكه ويرن
مع ان مش كل البشر فرحانين
حبيبى سكر مر طعم الهوى
فرق ما بينا البين معدناش سوا
حرام عليك يا عذاب نبقى كده اغراب
ده البعد والله جرح من غير دوا
ادى اللى كان وادى القدر و ادى المصير
نودع الماضى بحلمه الكبير
نودع الافراح
نودع الاشباح
راح اللى راح معدش فاضل كتير
ايه العمل الوقت ده يا صديق
غير اننا عند افتراق الطريق
نبص قدامنا
على شمس احلامنا
نلقاها بتشق السحاب الغميق
وارجع واقول
لسه الطيور بتئن
والنحلايات بتطن
والطفل ضحكه يرن
مع ان مش كل البشر فرحانين

Saturday, April 22, 2006

احنا بنعيش علشان نتكاظى ولا بنتكاظى علشان نعيش؟؟؟

" سيداتي سادتي ، حلقة جديدة و برنامجكم ( الحب بين الواقع و الخيال) " تهادي ذلك الصوت الأنثوي الرقيق المألوف من فتحات مذياع السيارة .
أحيانا قد تعني الأشياء المادية اكثر من مجموعة من القطع الصغيرة مختلفة الأشكال ، فهذا المذياع يتحول إلى حديقة للذكريات .
هل أدير المحطة ؟ ، نعم، فما ذنب الحب أن يطحن بين رحى الواقع و الخيال ، انه حب و حسب ، لكن الصوت الذي يشدني يوقفني بتدفقه الذي أعرفه و كلام قد أعرفه .
" الحكاية اليوم من الواقع ، حكاية الإنسان الذي كان يعيش في الخيال ، خيال مجرد لا يعير الواقع أي اهتمام "
ألا تقولين أنه فقط كان يحاول أن يصبغ الواقع بصبغة رومانسية؟!!
" فيروز ، أمل دنقل ، سيارته الصغيرة ، أشياء كان يعشقها ،مجرات زارها كثيرا و عيون كالبحور السبعة تحدث عنها ، نعم أذكر ذلك ، و ملكة تتوج في حفل أسطوري ؟ ،انه الخيال مرة أخرى "
يا لمعشر النون ، أهكذا تؤلمكن السحابات و النجمات و المجرات ؟، لكني اعرف (هي) تفهم تشكيلات النجوم و تفك لغز موجات البحور .
" كنت عندما أراه ألاحظ شيئا يتغير في قسمات و وجهه ، ربما هي شمس تشرق ، انه يعشق الشروق ، ربما لأنه متفائل ، كان يقول …"
(هي) قادرة علي أن تفجر الأنهار من صخر العيون ، ربما يحب الإنسان المرح لأنه يجعله يستمر لكنه يعشق الحزن لأنه يعطيه الإحساس بالحياة ، أليس هذا ما كان يقول ؟؟!!
"كلام كثير كان يقوله عن الحلم الذي يحطم المستحيل ، يبدو انه كان يريدني أن أشاركه هذا الحلم ، أنا عادة لا احلم أثناء النوم ، فقط أغط في سبات عميق "
قد ترسم ريشة الخيال ( هي ) تحرك الجبال !!
" في يوم آخر قابلته ، إنسان آخر ، يحب دقات الساعة ، أقول أنى أحببته، كما احب حقيبتي فهي مصنوعة من جلد جيد غالي الثمن ، و هي جيدة الصنع أيضا "
(هي التي تحرك الجبال تملك أيضا أن تكسرها !!
" غريب انه قال أن البحور جفت و الأشجار ماتت و الأرض أجدبت رغم أنى لم ألاحظ ذلك أبدا ، فهل أنا مذنبة في حق النجوم و المجرات ؟؟!!"
" سيداتي سادتي هكذا انتهت قصة اليوم ، إلى لقاء، انتهت الحلقة "
غريب أنهن دائما يعتقدن أن الحكاية تنتهي عندما يقررن إنهائها ، الحكاية فقط تأخذ شكلا آخر ، ألا تعلمين؟؟
وصلت السيارة الصغيرة إلى نهاية الطريق ، نفس المشهد الذي اعتدته ، رجل يشير إلى خلسة و يهمس متحدثا عن " مجنون الإذاعة " الذي اقتحم مقر الإذاعة منذ عشر سنوات معلنا أن البحور فعلا جفت و الأشجار حقا ماتت و أن النجوم ستنهار .
لا ادري لماذا يندهشون و هم يتهامسون عن الرجل الذي ظل عشر سنوات يستمع إلى تسجيل لحلقة و واحدة من برنامج مغمور كان يقول أن من كانت تتحدث فيه كانت (هي) التي حطمت الجبال …

Thursday, April 20, 2006

إلى أعزائي مرضى الإكتئاب :)

السلاااام عليكم... صدقوني كان نفسي أكتبلكم المره دي عن الإكتئاب... بس اللي لاقيته على موقع (العربية دوت نت) خلاني عاجز عن التعليق بصراحه... و السبب كالآتي
شرط أن لا يكون "مبرحا
"
ضرب المؤخرة بعصا خيزران يشفي من الاكتئاب وإدمان الخمور

دبي - العربية. نت

يعتبر ضرب المؤخرة (المقعدة) بعصا خيزران أفضل طريقة لمعالجة مشاكل نفسية وجسدية كثيرة من بينها الاكتئاب والإدمان على المشروبات الكحولية، وذلك حسبما أعلن علماء روس مؤخرا من خلال أبحاث علمية مكثفة.

وأوضح العلماء التابعون لمعهد نوفوسيبريسك الطبي أن "ضرب المقعدة بعصا خيزران يؤدي إلى إطلاق المركبات الاندروفينية التي هي عبارة عن مواد كيماوية طبيعية تثير الشعور بالرضى والسعادة والحيوية، كما أنها تساهم في تعزيز استجابة الجهاز المناعي".

وبحسب صحيفة "الرأي العام" الكويتية التي أوردت الخبر، فقد قال الباحثون الروس إن استثارة المركبات الاندروفينية بتلك الطريقة تساهم أيضا في تخفيف الاحتياج إلى المواد المخدرة، إلا أنها لا تؤدي في الوقت ذاته إلى الإدمان وهو ما يعني أنها تلعب دورا مهما في معالجة الإدمان والاكتئاب.

وأشار الدكتور سيرغيه سبيرانسكي إلى أن المريض الذي يعاني من مشكلة الاكتئاب أو الإدمان يحتاج إلى برنامج علاجي يتألف من 30 جلسة كحد أدنى و60 جلسة كحد أقصى، وهي الجلسات التي يتم خلالها ضربه 50 مرة بعصا خيزران على مؤخرته شريطة ألا يكون الضرب مبرحا

لكل عاشق وطن

لكل عاشق وطن .. ولكل طير مرساه
ولكل شمس شروق .. بعد الغروب تحياه
ولكل قلب حبيب .. مكتوب عليه يلقاه
ايه رأيكم فى التلات جمل دوووووول؟

Sunday, April 16, 2006

حالتين

..من يومين كنت بأسمع لعلي الحجار أغنيتين مش من الألبوم الأخير.. لا دول من زماااان بصراحه هما مش أغنيتين... هما حالتين فظاع.. عبر عنهم بكلام قليل و بسيط.. مش هأعلق كتير و لا هأرغي كتير
هأسيبكم مع الفن الراقي ده و أهو ننسى شوية السياسة و الإكتئاب المسيطر على البلد و الي امتد لـ بلوجنا المحترم
(أول حالة)
عارفه؟.. مش عارف ليه.. متونس بيكي و كأنك من دمي
على راحتي معاكي و كأنك أمي.. مش عارف ليه
عارفه؟
.. حاسس إني لأول مره بأشوفك!؟...و إني بأشوفك من أول لحظة في عمري!؟
حاسس إني يمامه بتشرب في كفوفك.. و إنك شمس و ضل و ميه بتجري
(تاني حالة)
لما الشتا يدق البيبان
لما تناديني الذكريات
لما المطر يغسل شوارعنا القديمة و الحارات
بألقاني جايلك فوق شفايفي بسمتي
كل الدروب التايهه تنده خطوتي
كل الليالي اللي في قمرها قلبي داب
مش جاي ألومك ع اللي فات.. و لا جاي أصحي الذكريات
لكني بأحتاجلك ساعات
لما الشتا يدق البيبان
أنصحكم تسمعوا باقي الأغنيتين

Saturday, April 15, 2006

طائفيه كمان وكمان


قام مواطن فى الاسكندريه بالهجوم على كنيسة مارى جرجس وقتل شخص واصاب خمسه
حاجه مزعجه جدا بس فيه حاجه تانيه خنقتنى اكتر هو تعامل الداخليه و الاعلام المصرى معنا كمعاتيه فشريط اخبار النيل للاخبار قال ان منفذ الهجوم مختل عقليا وقال ايه (شوف حكمة ربنا يا مؤمن)يعمل بسوبر ماركت يعنى على كلامهم يبقى صاحب السوبر ماركت متخلف عقليا علشان يشغل واحد مختل عنده0
ثم جاء قطاع الاخبار بالقناه الاولى وادلى بدلوه وقال انه مضطرب نفسيا ويعمل بمحل حلوانى
اى انهم اختلفوا فى مكان العمل واتفقوا على انه مجنون
مش عارف ليه اى حاجه بتحصل فى البلد اللى يعملها يبقى مجنون (سفاح بنى مزار-اللى هجم على مبارك فى بورسعيد)طب امتى عرفوا انه مجنون؟؟
كشفوا عليه؟
طب هو فيه حد بيشغل مختل عقليا عنده؟
طب معنى كده انه هياخد افراج على اساس انه لا يحاسب على تصرفاته؟
يا بلد جابتلى شلل حد يرد عليه!!!!!!!!!!!!!!! اوف
كلمه اخيره
الله 0000ابو اعلام مصر و مصدره الامنى

Friday, April 14, 2006

السحابه

وزير البيئه ربنا فتح عليه فى حل مشكلة السحابه السوده
حد هيسألنى ويقولى عمل ايه؟
منع زراعة الرز فى الجيزه والقليوبيه والشرقيه(المنوفيه لا)شفتوا عبقريه اكتر من كده والله الراجل ده يتكرم
وانا سمعت ان بقية الوزارات والمحافظات هتتبع نفس طرق الحل يعنى المنطقه اللى المجارى هتضرب فيها هيمنعوا الناس تعمل بيبى
واحقاقا للحق فان رائد هذه التجربه الفريده هو الحاج ممدوح اسماعيل الذى بادر بعباراته فى تخفيف اعباء الف اسره من اكل وشرب وبيبى عن كاهل الزعيم الذى يشكو دائما من السكان الكتير والزحمه واللى عايزين ياكلوا ويشربوا ويعملوا بيبى فى مجارى عصر سيادته
وهاهم بعد ان ضحكوا على الفلاحين وقالولهم ازرعوا قمح بدل البرسيم وهنشتريه منكم وهوب خدوا الخابور الكبير وماشتروش حاجه جايين يمنعوا زراعة الرز بلطجه
يارب ارحمنا من معاتيه البلد و المتخلفين والاغبياء
وان شاء الله السحابه السوداء هترجع تانى بس فوق قصر العروبه

Wednesday, April 12, 2006

مكتئب

انا حاسس بالاكتئاب اليومين دول
جايلى احساس انى لما هاخلص طب هاشتغل زى الناس دى
حاولت امارس رياضه علشان اتغلب على الاكتئاب لكن الكابتن ده جابلى احباط
حتى الحب فقدت الامل فيه
وكان قدامى ثلاثة حلول
الاول انى انحرف
والتانى انى اريح دماغى ونفض
و التالت انى اشد كرسى و اقعد جنب عم الحاج ده اصطاد سمك
تفتكروا انتوا اختار انه حل؟؟؟؟

Monday, April 10, 2006

عرفتوا ليه في متكاظي عادي و في متكاظي قدير

تعودت ان اصل الي المستشفي في نفس الموعد كل يوم لاكون هناك قبل الجميع ، اطلب قهوتي من عم علي- هذا الرجل من علامات المكان ، ربما هو في هذا المبني قبل ان يوجد ، كل تعريجة في وجهه المتغضن حفرتها الام و تجارب البشر لذلك كان وجوده يعطيني احساسا عميقا بالامان وسط الجدران الخضراء الكئيبة – اثناء تناول القهوة اتسلي بمراجعة تذاكر المرضي و بعدها امر بين الاسرة مداعبا احد المرضي او مصلحا من وضع جهاز المحاليل او مستمعا لشكوي احد المرضي بان " المحلول بينقط علي مهله ليه يا دكتور؟".
ذات صباح كانت هناك – قبلي- كانت ذات قامة قصيرة قليلا ووجه طفلة مندهشة تتوسطه عينان تتسعان لكل الام البشر و كل ما ابدعته الطبيعة من جمال ، كانت تسرع في مشيتها بخطوات قصيرة ناظرة الي بقعة غير مرئية في الارض ، و عندما تتكلم تنظر اليك و كأنما افاقت من حلم جميل .
كانت هناك في مملكتي الصباحية و قبلي تتسلي بمراجعة تذاكر المرضي ، تضايقت قليلا من وجود من سيقتحم طقوسي المعتادة و يفسد علي صمتي الصباحي الذي استعين به علي كل صخب اليوم ، لكني ذهبت و تعرفت عليها باعتبارها ستصبح زميلة هنا لفترة من الوقت . لم يكن لحضورها صخب مميز - فهناك اشخاص يحدثون حولهم مجالا من الاهتمام في اي مكان يوجدون فيه حتي دون احداث ضجيج مادي او حتي دونما كلام ، هم فقط يجبرنك علي ان تتابع تحركهم حولك – لكنها لم تكن كذلك و لكني لا انكر ان وجودها كان مصدرا لراحة ما .
من زمان و انا مولع بالاطفال ، ذاك الكيان الهش البسيط المندهش دائما من كل ما يحدث حوله ، الدهشة ذاتها شعور رائع ، هي جوهر الحياة ، الذين توقفوا عن الاندهاش مما تقدمه لنا الحياة يوميا من تجارب مدعين الحكمة هم قد توقفوا عن الحياة ذاتها .
ذات صباح وصلت في موعدي المعتاد ، اخبرتني الممرضة ان هناك طفلة ادخلوها منذ قليل ، ذهبت لاراها ، و في غرفة الكشف وجدتها هناك تجلس بجوار الطفلة و تعطيها قطعة شيكولاتة بل و تنفخ لها بالونا ، ضحكت ، سمعتني و اطرقت ببصرها في خجل نحو النقطة غير المرئية ثم افسحت لي المكان بخطوتها القصيرة السريعة .
في صخب اليوم لم يغب عني هذا المشهد ، كان فقط في الخلفية ، لكنه كاغنية تسمعها في المذياع صباحا قبل ذهابك الي العمل ثم تنساها لتجد نفسك في وسط اليوم لم تكف عن ترديدها عدة مرات بغير وعي .
بمرور الايام بدات ابحث عنها بعيني عند دخولي الي المستشفي ، فقط لاتاكد انها هناك ، ربما ايضا في بعض اوقات الفراغ كنت ابحث عنها لاجلس قليلا حيث تجلس ، كان احساسا لذيذا ان اقول شيئا ثم اجدها تبتسم له .
" لم تات اليوم " غريبة ، اعتدت مشاركتها في طقوس الصباح لكنها لم تات و حتي نهاية اليوم ، طوال طريق العودة كان لحن الخلفية يعلو ، و السؤال يتكرر " لم لم تات؟" ، بل اني امسكت نفسي عدة مرات و انا افكر في هذا السؤال ، و حقيقة بدات انزعج من هذه المساحة التي بدات تاخذها في عقلي ، لم اعد افهم نفسي تماما .
عندما استلقي علي السرير كل ليلة تتداعي عادة افكار كثيرة مشوشة الي راسي من زخم اليوم – جملة من هنا ، لمحة من هناك – و تتدافع لاجد نفسي فجاة في اليوم التالي ، لكن هذه الليلة لم تكن كباقي الليالي ، مكثت طويلا مستيقظا ، لم تتداع الي راسي سوي فكرة واحدة و هذا ما زاد انزعاجي ، طول المقاومة ارهقني و استقبلت صباح اليوم التالي مشوشا محتقن العقل .
هذا الصباح لم تأت ايضا ، هذا ما كان ينقصني ، صار انفرادي بنفسي مستحيلا ، بعد يوم العمل ذهبت الي صديقي ، هو صديقي منذ اول حد للتذكر تستطيع ذاكرتي ان تصل اليه ، كان اكثر ما احبه فيه انه لا يتردد في ان ينفني بشدة عندما يشطح عقلي – و كثيرا ما شطح – ربما كان هذا ما احتاجه .
"ما رايك فيها ؟" و منتظرا عاصفته ، لكنه ضحك و قال " اخيرا رست سفينتك علي بر الامان " ، قضت الجملة علي اخر حبال مقاومتي ، كان هذا اخر ما توقعت ان اسمع و كانت المواجهه مع نفسي صعبة .
ليلة اخري قضيتها اتوسل النوم و توسلي هذا كان يطرد النوم اكثر ، راجعت كل لحظة منذ رايتها اول مرة ، كنت اعيد ترجمة كل شيء و اعيد فهم نفسي ، لكم ارهقت نفسي بالمقاومة ، علمتني الحياة ان اعمل حساب النهاية لذلك كان عقلي يخشي المخاطرة .
هذا الصباح الذي اتصل بليلة الامس بلا نوم ، ومن خلف غشاوة احتقان عيني رايتها و كاني اراها لاول مرة ، احتواني كيانها تماما ووجدت نفسي في دوامة من ارتعاشات و همهمات ماخوذا بكل لمحة لها و مستقبلاتي في قمة حساسيتها تلتقط ادق تفاصيل الاشياء و تري اسرارا للكون في كل حركة من كائن حي و " صباح الخير " .
الايام التالية كانت كلها يوما واحدا متصلا ، في الصباح اذهب الي المستشفي فقط لاري طفلتي هناك ، كانت متعتي ان اعلمها شيئا ، احتويها بعيني ، ارفعها من فوق الارض كيلا تتعثر ، رغم قلة كلامها كان ما اسمعه يكفيني ، كانت اجاباتها مركزة تخرج كنغمات الكمان في مقطوعة فريدة عندما تتحدث عن شعر امل دنقل ، صوت فيروز ، و عشقها للاطفال ، الليل ، اقضيه في نسج ايام الحياة ، اتامل الماضي فاجده قد تنقي من الشوائب ، انظر للمستقبل فاري منزلنا و اطفالنا يلعبون و طفلتي تراقبهم ، ثم اراني و قد انحني ظهري و ابيض شعري اجلس معها و تذكرني بايام الشباب ، كنت اعيش هذا لا كحلم بل واقعا اشعر بكل تفاصيله ، تعلمت طقوسا اخري منها جلوسي علي شاطيء النيل قبل الشروق و معايشة ميلاد النهار .
لم يلازمني طبع في حياتي مثل خوفي من المواجهات لذلك قررت ان اضع يوما محددا لمواجهتي كي لا افر ، و كان اليوم بعد اسبوعين هما مدة سفرها العابر و بعدها ساخوض معركتي ، في اليوم الاخير قبل السفر لازمتها عيني في كل التفاتة ، كنت اطبع التفاتاتها في ذاكرتي حتي لا تغيب عني في السفر .
لاسبوعين انفصل كياني عن ممارسة اي شكل من اشكال الحياة ، اليوم يسلم يوما تاليا و لا حدث ينطبع في عقلي سوي الاستعداد لليوم المرتقب .
جاء اليوم حثيثا ، كنت اسير كالثمل و عقلي مرهق بالاحتمالات ، رأيتها و كأنها المرة الاولي ، نفس الارتعاشة الازلية ، احسست انها تعرف ، انها تنتظر ، انها تسالني ان انطق ، و نطقت ، سيل من الكلمات تتصارع في فمي ، كل حرف يسابق الاحرف الاخري كي يخرج اولا ، و هي تمارس الصمت الخالي من اي تعبير و تنظر الي النقطة غير المرئية التي اعتادت النظر اليها و "ممكن فرصة افكر" .
عندما يعايش الانسان تجربة الصراع تزدحم افكاره لدرجة يتمني معها ان يهرب من نفسه ، مرت ايام صعبة ، دق التليفون و " لنكن اصدقاء ، يظهر مفيش نصيب " .

هذا الصباح ذهبت الي المستشفي في موعدي الصباحي المعتاد ، قابلت صديقي الذي اخبرني انه نقل عمله ليصبح معي في نفس المبني كي يكون بجانبي في هذه الايام الصعبة ، لم افهم .
في وسط اليوم دخلت غرفتي في المستشفي لاجد صديقي منهمك في حوار مع زميل اخر حول ما يسمي بالصدمة النفسية و فقدان الذاكرة المؤقت الذي ينسي فيه الانسان احداثا معينة من بين باقي الاحداث لما تسببه من الم نفسي ، دهشت لان هذا الموضوع بعيد عن تخصصنا ، ربما هي اهتمامات خاصة جديدة لصديقي ، لكني لم افهم من هي التي قال انها اخذت اجازة كي تريحني من مواجهتها، لم اعرف الاسم الذي ذكره ، سالته ، قال انه لم يكن يتحدث عني ، لكني اعرف اصدقائي عندما يكذبون .
ذات صباح بعد شهر ، كانت هناك ، قبلي ، ذات قامة قصيرة قليلا ووجه طفلة مندهشة تتوسطه عينان تتسعان لكل الام البشر و كل ما ابدعته الطبيعة من جمال ، رأتني ، نظرت الي بقعة غير مرئية في الارض و مضت بخطوة سريعة و قصيرة .
اندهشت ، فقد بدا انها تعرفني ، لم يكن لحضورها صخب مميز لكنني احسست براحة ما لوجودها .

محمد عادل عبد الرازق
ابريل 2005